إنجاز علمي وبيئي لساندرا سليمان: وضع عكار ولبنان على خارطة المواقع العالمية للفطر البري

 

  تحقيق – ميشال حلاق

 

واخيرا، أصبح لعالم الفطر في لبنان مرجعه العلمي الممكن الاستناد عليه للبناء والاستمرار ولمتابعة الدراسات لطلاب علم البيئة في مختلف الجامعات اللبنانية.

فالفطر عنصر نادر إلا أنه هام جدا، خصوصا في المناطق الريفية، حيث يقوم أبناء هذه المناطق بجمعه وإعداده في مواسم ظهوره من ضمن سلسلة ألذ الأطباق الغذائية التقليدية الريفية، مستندين الى عوامل الخبرة المتوارثة أبا عن جد في معرفة أيهما الفطر الصحي السليم الصالح للاكل وايهما الفطر السام الذي دون تناوله مخاطر كبيرة على حياة آكليه… وهذا امر يحصل وفي مختلف المناطق اذ يعمد البعض عن قلة خبرة الى جني الفطر السام وطبخه وأكله ويتعرضون غالبا للتسمم.

وكي لا تتكرر هذه المآسي، عمدت الطالبة ساندرا سليمان، ابنة بلدة القنطرة العكارية، التي باتت خبيرة في علم الفطر البري والعاملة ضمن مجلس البيئة في القبيات، الى دراسة أنواع الفطر النابت في الاراضي الجبلية تحت أشجار السنديان والعذر والشوح وضعت دراسات تفصيلية علمية هامة تم نشر خلاصتها اخيرا في مقال علمي موسع على موقع Mycotaxon العالمي المتخصص بالفطريات، متوجة بذلك مسار 4 سنوات من العمل الدؤوب والبحث العلمي الجاد والمتواصل على الرغم من شح الدراسات الموضوعة عن هذا الامر في لبنان، بإشراف الدكتور Jean Stephan وبشراكة مع مجلس البيئة القبيات- عكار.

وبذلك تكون سليمان قد وضعت لبنان على خارطة المواقع المهمة عالميا في مجال الفطريات إذ اكتشفت: 62 نوعا من الفطر لم يأت أحد على ذكرها قبلا في لبنان، 8 أنواع جديدة على صعيد العالم وهي جديرة بالدراسة، 4 أنواع نادرة قليلا ما يحكى عنها.

وتحدثت سليمان، خريجة الجامعة اللبنانية في إدارة حفظ الموارد الطبيعية، لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” عن تجربتها والدراسات التي نفذتها، وقالت: “الدافع الاول هو حشريتي التي دفعتني الى التعمق أكثر وخوض هذا التحدي للتعرف على عالم الفطر البري حيث لا دراسات عنه في لبنان. انطلقت من الصفر حيث لا معطيات او مراجع علمية متوافرة الامر الذي اضطرني الى البحث في المراجع العالمية عن هذا الموضوع وهي بغالبيتها باللغة الفرنسية ما صعب بداية علي هذه المهمة كون لغتي انكليزية الى ان تم تجاوز هذا الامر”.

اما الدافع الآخر، تضيف سليمان هو “الحث الاجتماعي الذي حفزني اكثر لخوض غمار هذه المعركة مع تواتر معلومات عن حالات تسمم تحصل في العديد من القرى والبلدات الريفية اللبنانية جراء تناول بعض أنواع الفطر”.

وقالت: “بدأت رحلة البحث والمعاينة والارشفة من عكار وفي جرودها تحديدا تحت أشجار غابات العذر والسنديان والشوح وفي مختلف المناطق الجبلية حيث التقيت بالعديد من أبناء المنطقة الذين لديهم خبرات متوارثة بجني الفطر وطرق طبخه واكله دون اي معرفة علمية بأنواع الفطر أيها السام وأيها الصحي الممكن أكله… ولذا، غالبا ما كانت تحصل أخطاء تكون عواقبها غير سليمة”.

ولفتت سليمان الى أن “عالم الفطر هو عالم غريب بكل ما للكلمة من معنى فهو مختلف عن العالم النباتي وعن عالم الحيوان،اذ ان له مملكته الخاصة.

انحصرت دراستي بـ105 أنواع من الفطريات منها 62 نوعا جديدا في لبنان مقارنة بالدراستين المنجزتين سابقا: الاولى في العام 1957 والثانية في العام 2006. ومنها 8 انواع جديدة في العالم من المفترض إجراء بحوث ودراسات معمقة ومستفيضة عنها لتأكيد هذا المعطى ولتكوين معرفة تفصيلية عن كل منها. و4 أنواع نادرا ما تم ذكرها”.

ووجهت رسالة الى طلاب الجامعات الذين يتخصصون في هذه المجالات لـ”التوسع في دائرة البحث العلمي أكثر في مختلف المناطق اللبنانية”، قائلة: “أنا مستعدة للمساعدة. وأتطلع لأن تتحسن الظروف الى الافضل في لبنان لأتمكن من التحرك على نطاق أوسع، وأجري أبحاثا مفصلة ومعمقة أكثر لا سيما بالنسبة الى الأنواع الثمانية التي تحدثنا عنها. والصور المرفقة توضح اسم كل منها:

Cortinarius semivelatus وهي من الانواع النادرة، Lepiota aff echinella ، Entoloma plebeioides، Inocybe aff hirtella، Cortinarius aff. Dif .uavis، Rhohdocybie matesina، Cortinarus costa… u lato،

Inocybe sp”.

***

(*) الوكالة الوطنية للاعلام

اترك رد