تحقيق علي داود
بدأ مزارعو التبغ في الجنوب استعداداتهم لتسليم المحصول لادارة حصر التبغ والتنباك “الريجي” حيث ينشطون هذه الأيام في إنجاز الطرود وترقيمها قبل عملية التسليم التي قد تكون قبل نهاية تشرين الأول الجاري، وهم يأملون من إدارة الريجي رفع أسعار التبغ لان متطلبات الزراعة كانت باهظة وبالدولار، من أسمدة وبذار وايدي عاملة، والعمال يطالبون بادخالهم في الضمان الصحي والاجتماعي الذي وعدوا به تطبيقا لقرارات جلسة الحكومة عقب تحرير الجنوب في بنت جبيل، وبمدهم بالقروض والتسليفات.
يبلغ عدد العائلات العاملة في زراعة التبغ في الجنوب 16 الف عائلة تزرع 50 الف دونم تنتج سنويا 5 ملايين كيلوغرام من التبغ، وهي زراعة مضنية ومتعبة لكن المزارعين في منطقتي الجنوب والنبطية يعتمدون عليها كمورد رزق رئيسي في حياتهم، من هنا يرفعون الصوت مطالبين إدارة الحصر برفع أسعار التبغ في الموسم الذي سيسلمونه لها وان تكون الزيادة 200 في المئة نظرا لارتفاع اكلاف الزراعة امام ارتفاع سعر الدولار.
فقيه
لمعرفة المزيد عن تسليم الموسم ومطلبات المزارعين تحدث نائب رئيس الاتحاد العمالي العام ورئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ حسن فقيه إلى “الوكالة الوطنية للاعلام”، وقال: “تتم التحضيرات اللوجستية من الريجي والمزارعين الذين يحضرون مواسمهم لتسليمها للريجي، والسنة ارتفعت اكلاف الزراعة وبيعت بالدولار، من أسعار المبيدات والسماد والحراثة واليد العاملة، جرت اجتماعات بين المدير العام للريجي المهندس ناصيف سقلاوي والنقابات وتم الاتفاق على ان يضاف على الكيلو 180 في المئة على سعره عام 2017 وهذا ما يسير الأمور”.
وقال: “إن محاصيل التبغ الجنوبي جيدة ومؤصلة والتسلم سيكون بروح إيجابية بين النقابات والريجي ونحن نتفهم مطالب المزارعين على مستوى انضمامهم الى الضمان الصحي والاجتماعي. طلبنا من الريجي ألا يكون الدفع للمزارعين عبر المصارف التي تواجه مشكلات، وستنقص كمية انتاج التبغ في الجنوب 20 في المئة من كمية المحصول، وفي الجنوب 16 الف رخصة بينما في الشمال والبقاع نحو 10 آلاف رخصة. مجمل الرخص في لبنان 25 ألف رخصة ويعتاش منها نحو 25 الف عائلة، والزراعة تنتج دورة اقتصادية يعتاش منها بائعو المبيدات والسماد والفلاحون واليد العاملة تنتج دورة اقتصادية في الأرياف”.
أضاف: “لطالما كانت لنا مطالب وخلال لقائنا الأخير مع وزيري الزراعة السابق والحالي، سنلتقي وزير المال وراعي هذه الزراعة في الريف الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي بذل جهودا واهتماما بالزراعة والتبغ تحديدا، المزارع بحاجة لخطة زراعية وطنية غير متوافرة، وهو ما يحتاج الى جهد من الحكومات وسياسة مستدامة تهتم بالمزارعين وتعطيهم الأمان وتؤمن لهم قروضا زراعية وتفعل التعاونيات، والفرصة مؤاتية لاعادة ترتيب وضع البلد، فلبنان كما يدار اقتصاديا متجه نحو الخراب وعلى الحكومة الحالية الاهتمام بالزراعة من التبغ الى الزيتون والتفاح والحمضيات، وشق الطرق الزراعية وانشاء البرك وتفعيل المشروع الأخضر ضمن خطة زراعية وطنية تعاود تشغيل الاهل في المناطق الريفية، لأن هناك عودة كبيرة الى الريف بحاجة لتفعيل الخطة الاقتصادية”.
وختم: “نطالب بزيادة على الأسعار وهو حق مكتسب لنا لأن أكلاف الزراعة ارتفعت 300 في المئة وإدارة الريجي رفعت أسعار التبغ المصنع لذلك، ونحن نطالب بالزيادة على الأسعار فزراعة التبغ مضنية وصعبة وكل متطلباتها بالدولار، ونطالب بقروض ميسرة بفائدة صفر. إننا نتكبد الخسائر في زراعة التبغ ولو وجدنا بديلا لاتجهنا اليه”.
***
(*) الوكالة الوطنية للإعلام