*
تحقيق- علي داود
يعتبر قطاع النحل قطاعا تاريخيا في الجنوب وإنتاجه من العسل مميزا نظرا لتعدد مراعي النحل.
والنحل عنصر بيئي وأساسي في تلقيح الازهار في البساتين ما يرفع انتاجها 30 بالمئة. وتبين الدراسات العلمية أن أي صاحب بستان لليمون يضع قفران النحل في بستانه يحصل على زيادة في انتاجه. ومراعي النحل في الجنوب تبدأ من الساحل بمراعي الليمون وصعودا الى النبطية وبنت جبيل ومرجعيون حيث مراعي الصعتر والشوك والورد والفاقوع وصعودا الى إقليم التفاح حيث الاحراج والسنديان. والتنوع في مراعي النحل يعطي عسلا متنوعا.
وقال مدير مؤسسة “جهاد البناء” في الجنوب المهندس قاسم حسن لـ”الوكالة الوطنية للاعلام”: “إن جهاد البناء تواكب مربي النحل في الجنوب من خلال الارشادات والدورات التدريبية والتثقيفية لحماية هذا القطاع الذي يساهم في رفع دخل ومستوى المربين إذ يباع كيلو العسل بـ10 دولارات بعدما كان الموسم الماضي بـ 50 ألف ليرة. والنحل عنصر بيئي ويلعب دورا رئيسيا في تلقيح الازهار، وإنتاج العسل الجنوبي ممتاز ونوعي ويحتوي على تنوع الرحيق”.
ولفت الى أن “أبرز مشكلة يعاني منها النحل هي رش المبيدات من قبل المزارعين بطريقة غير علمية وخصوصا في البساتين مما يؤدي الى القضاء على النحل خصوصا المبيدات على العشب، وهو ما تقوم به البلديات. عندها يتم القضاء على النحل حيث يكون الزهر بالورد والشوك والقندول. وهنا دور وزارة الزراعة. ومشكلة أخرى يعاني منها النحل وهي السرقة أي ان هناك سرقات للنحل من دون مراقبة، فمن ينقل نحلا يجب ان يحصل على تصريح من الجيش اللبناني”.
وأشار الى أن “مربي النحل تلقوا دورات تدريبية في المؤسسة ولدى وزارة الزراعة، وهناك مرض “الباروا” الذي يفتك بالنحل بشكل أساسي مما يتطلب توزيع الادوية من الوزارة على النحالين”.
وقال: “هناك مشكلة تجديد الملكات. وليس لدينا في الجنوب مركز لإنتاج الملكات. وهناك مركز في جبيل والنحال يستورد الملكات من الخارج وثمن الملكة عشرون دولارا وعدة النحالين بالدولار. وميزة النحل ان سعر كيلو العسل عشرة دولارات أي 200 ألف ليرة، والعسل الأجنبي لم يعد قادرا على منافسة العسل اللبناني. العسل ينتجه النحل وهو عسل بلدي. وهناك إمكان لننتج غذاء سليما للاسرة ورفع المستوى الاقتصادي للمربين. بالإضافة الى أن سم النحل يدخل في الصناعة الطبية”.
وختم حسن مشيرا الى أن “عدد النحالين في الجنوب قرابة 2000 وعدد القفران بحدود 80 ألف قفير.
حيدر
أما نائب رئيس نقابة مربي النحل في الجنوب محمد حيدر فقال لـ”الوطنية”: “يبلغ عدد مربي النحل المنتسبين الى النقابة 683 مربيا وغير المنتسبين عددهم غير محدد لأن أشخاصا تركوا المهنة وآخرين انضموا إليها. وكان الموسم هذا العام، في الصيف، نصف موسم، فالخلية انتجت بين 7-12 كيلو عسل. اما الموسم الربيعي فكان للخلية الواحدة بين 5-7 كيلو عسل نتيجة الطقس العاصف وموت جزء كبير من النحل بسبب رش المبيدات على الازهار في البساتين. والنحل يتراجع بقدر خطير جدا. بعض النحالين ينقلون النحل في الشتاء الى البساتين في الساحل. والمشكلة التي عانى منها النحال هي رش المبيدات المفرط على ذبابة البحر المتوسط لبرتقال الفلانسيا والبعض الآخر من النحالين ينقلون قفران النحل الى الوسط الجنوبي بارتفاع 400 الى 700 متر ومن ثم ينقلونها الى الأعلى 1800 على علمان وكفرحتى ليستفيدوا من موسم الاكي دنيا”.
***