كتاب مريم  رعيدي الدويهي النقديّ “الدويهي كوكب الإبداع ورائد تعدّد الأنواع في أستراليا”مغامرة تخترق جدار التصلّب

 

خرج من المطبعة الخميس 16 أيلول، كتاب الأديبة مريم رعيدي الدويهي “الدويهي كوكب الإبداع ورائد تعدّد الأنواع في أستراليا”… وهو كتاب نقديّ يعتمد ثلاثة أعمدة: المقارنة، التحليل والاستنتاج، وهي الأعمدة الذهبيّة لأيّ نقد علميّ صحيح.

ليس سهلاً أن يقوم أحد بتغيير المعايير النقديّة، وأن يطرح مفهوم المقارنة بديلاً عن الفوضى والأحكام الارتجاليّة. ومرّة بعد مرّة يخترق”أفكار اغترابيّة” جدار التصلّب، ويضع الأعمال تحت ضوء الشمس، ويقدّم براهين عنها، للحدّ بين الجدّ واللعب. والغالية مريم، فعلت ذلك بكلّ جرأة، وأبرزت أمام الناس 15 نوعاً من أنواع الكتابة، في ظاهرة غير مسبوقة في الأدب العربيّ كلّه: ثمانية أنواع شعر، القصّة القصيرة، الرواية، الفكر، التأريخ، أدب الأطفال، الدراسة الأكاديميّة، والمقالة الاجتماعيّة والسياسيّة… ومع كلّ نوع أثبتت من كتبي، نصوصاً لتؤكّد المؤكّد، والمنفيّ في الوقت نفسه من قبل فئة ترفض الرؤية، وتغيّب التفوّق الإبداعي، أو تبسّط قيمته من أجل إحقاق المساواة…

ومحاولاتنا متواصلة، وتعميم الأنواع كلّ يوم، سواء في نشر الكتب والموادّ، أو عرض المنجزات على صفحتي، ومواكبة النقّاد والدارسين الأكاديميّين في أنحاء الأرض لإنجازاتنا، غيّرت كثيراً في النظرة إلى الأدب في أستراليا، وبات بعض الشعراء والأدباء يهمسون لي بما في خواطرهم، ويعلنون أنّ المقارنة أخرجت الحقيقة من الظلام، ووضعتها أمام الناس، فلا مجال بعد الآن للإنكار والتعتيم.

وعلى الرغم من أنّ مريم هي زوجتي، واشتغلت في الكتاب من ضمن المنهج الذي وضعَه “أفكار اغترابيّة”، وسألتني عن كثير من المحطّات، فإنّها انتقدتني في عدّة مواضع، وأهمّها فقداني المتواصل لأشعاري، فقد أضعت المئات من قصائد المناسبات، ألقيتها في تقديم الحفلات، من بينها لمطربين كبار، كوديع الصافي، عاصي حلاني، نجوى كرم، عاصي بيطار، نوال الزغبي… وقصائد أخرى كتبتها بالفصحى ولا أعرف أين هي، ولا أحفظ سوى مطالعها، من بينها قصيدة بعنوان “أوزون فوق جدار برلين”، تنبّأت فيها بانهيار جدار برلين قبل عام من سقوطه، أقول فيها: “تهاوى الجدار… كغصن نحيل تهاوى… بصخب البحار”. كما في أمكنة أخرى، اقترحت مريم بدائل، وصيغاً تعتبر أنّها أفضل.

ولست أدري إن كان النقد المقارن الذي بدأتْ به مريم في أستراليا، سيصبح أمراً مألوفاً، أو أنّ النقد لأعمالي المتنوّعة، بكلّ ما فيها من مواسم وغلال، هو أمر ممكن، في ظلّ أوضاع ملتوية وغير طبيعيّة، كم نرجو أن تزول، ليستقيم العدل والمنطق.

***

(*) مشروع “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2021

اترك رد