التفاح في عكار… إنتاج وفير وتصريف خفيف وتخوف من الكساد

 

  تحقيق ميشال حلاق

 

دخل موسم التفاح في المناطق الجبلية من محافظة عكار منعطفا حساسا وفي سباق محموم بين عدم القدرة على تصدير الانتاج بالشكل اللازم وهموم التبريد في البرادات التي يبدو انها مستعصية بفعل عدم توافر الكهرباء وانقطاع المحروقات لزوم تشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بهذه البرادات، كما ان وفرة الانتاج لهذا الموسم الجيد جدا لا يمكن السوق المحلية استهلاكه وهناك فائض كبير الامر الذي اوقع المزارعين تحت رحمة التجار والسماسرة، الذين يناورون في شراء الانتاج متذرعين بكل هذه العوامل لفرض الاسعار التي تناسبهم على المزارعين الذين باتوا مضطرين الى بيع موسمهم مخافة التلف وخصوصا ان تقلبات الطقس على ابواب فصل الخريف وما يخبئه من مفاجآت الرياح الشديدة وتساقط حبات البرد.

ويشار الى ان عكار تنتج نحو 3 ملايين صندوق تفاح هذا العام مع تطور زراعته التفاح في المناطق الجبلية من عندقت الى القبيات وعكار العتيقة ومحيطها وصولا الى فنيدق ومشمش وحرار والبلدات المحيطة بحيث ادخلت اصناف جديدة ذات جودة عالية، والمبكر الانتاج، وبمواصفات عالمية مؤهلة للتصدير ما يوفر للمزارعين اسعارا جيدة.

وانتاح التفاح يعول عليه في اقتصادات المزارعين والملاكين في المناطق الجبلية.

ويشار الى ان اسعار التفاح تتفاوت بحسب جودة الثمار وانواعها ..ويراوح سعر صندوق التفاح زنة 24 كيلوغراما تقريبا بين 65 الف ليرة للتفاح البلدي الاحمر والابيض، في حين تباع بعض الاصناف بحدود ال 120 الف ليرة للصندوق كأسعار جملة.

اما بالمفرق وعند الباعة، فان سعر كيلوغرام التفاح يراوح بين 10 الاف ليرة و24 الف ليرة لبناني، بحسب النوع والجودة.

 

عبد الحي

وفي هذا الصدد، ناشد رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي المسؤولين “الوقوف الى جانب المزارعين ومساعدتهم في تصريف انتجهم”، وابلغ مناشدته الى وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى عبر إتصال هاتفي شارحا له “هواجس المزارعين على ابواب موسم القطاف”، مطالبا بـ”توفير سوق خارجية لتصريف المحصول”.

وقال عبد الحي: “ان بلدة فنيدق تنتج ما يقارب المليون ونصف صندوق تفاح هذا الموسم، وهذه الكمية لا يمكن تصريفها محليا، ولا بد من إيجاد حلول لتوفير الاسواق العربية لها”.

واشار الى ان “هناك بعض التجار الذين يستغلون وضع المزارعين وخوفهم من تبدل المناخ لكي يتحكموا بالاسعار، وقد بدأوا بتسعيره على 3 دولارات وما دون للصندوق زنة 24 كيلوغراما، وبذلك يكون المزارع لم يحصل على سعر الكلفة لناحية غلاء الاسمدة والمبيدات الزراعية واجرة العمالة”.

ولفت الى أن “شجرة التفاح هي الشجرة المثمرة الوحيدة في البلدة، والتي يضع المزارعون آمالا كبيرة على ما تعود به عليهم، وهي العون الوحيد لتوفير مستلزماتهم وخصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء وما يترتب عليه من مستلزمات مدرسية للابناء ومونة وتدفئة”.

وختم: “نحن نرفع الصوت امام كل المسؤولين لدعم المزارعين عبر العمل على تصريف الانتاج، وبذلك نساهم في تشبثهم بأرضهم، ويكون حافزا لهم على العناية الزائدة بها حيث سيكون مردودها افضل في المواسم المقبله .

السيد

ولفت المزارع والتاجر خالد السيد الى انه “احجم هذا العام عن شراء التفاح لعدم قدرة البرادات على فتح ابوابها نظرا الى ندرة مادة المازوت لتشغيلها”. واكد ان “الموسم هذا العام جيد جدا ولا يلزمه سوى التصريف المناسب”.

واشار الى “تحكم التجار الكبار بلعبة الاسعار حيث يتم فرض اسعارهم على المزارع الذي يضيق معه الوقت ويبادر الى البيع خوفا من كساد المحصول او تعرضه لعوامل الطقس”.

وناشد المسؤولين “العمل على مساعدة المزارعين في تصريف الانتاج او توفير المازوت للبرادات وهم لا مدخول لهم سوى ما تنتحه حقولهم من التفاح”.

الكك

وتحدث نهاد الكك عن تجربته، فلفت الى “ضرورة تأصيل التفاح وتحديثه عبر تطعيمه او زراعة انواع جديدة وهو ما يعرف محليا بـ”التفاح الامركاني” وهو مرغوب جدا في الاسواق واسعاره مرتفعة عن التفاح البلدي”.

وأوضح ان “المزارع قد ينتهي من تصريف هذا النوع قبل بدء موسم قطاف التفاح البلدي”.

 

 

الوكالة الوطنية للاعلام

اترك رد