ذَرِينِي!    

 

وأُغمِضُ أَجفانِي، فَيَسرِي بِناظِرِي         خَيالُكِ مُختالًا، وتَزهُو أَزاهِرِي

وأَسْلُو غُضُونِي، والوَنَى في مَفاصِلِي،    ويَهْمِي جَواكِ الغَضُّ يُحيِي مَشاعِرِي

وأَسرَحُ في دُنيا هي الخَمْرُ دَبَّ في       عُرُوقِي، وباتَ الوَجْدُ إِلْفِي وسامِرِي

حَنانَيْكِ… قِرِّي في عُيُونِي، فَحَيثُما       تَكُونِي أَكُنْ كَالنَّسْرِ في الرِّيحِ طائِرِ

وإِمَّا انثَنَيتِ عَن فُؤَادِي أَعُدْ إِلى          صَقِيعٍ تَغَشَّانِي، وفَتَّ خَواطِرِي!

***

لَمِنْ صُوَرٍ تَتْرَى الحَياةُ، وحُلْمُنا         اصطِفاءٌ لِأَزهاها تَناءَت بِغابِرِ

ذَرِينِي مِنَ الأَحلامِ أَروِي لَواعِجِي،       هي مَوْئِلِي الأَحْنَى، وأَوفَى ذَخائِرِي

كَبَوتُ مع العُمرِ المُغِذِّ، ولَم يَعُدْ         مع الحُسْنِ لِي شَأْوٌ، فَقَدَّ أَواصِرِي

وبِتُّ هَباءً في مَدَى الرِّيحِ فَارفُقِي        بِصَبٍّ مُعَنًّى، وارحَمِي قَلبَ عاثِرِ

لَأَنتِ، على الأَيَّامِ جَمْرٌ لِصَبْوَةٍ          تُزَوِّدُ رُوحِي ما يَؤُجُّ مَجامِرِي

فَيَغزِلُ أَشعارِي يَراعٌ مُشَوَّقٌ،             ويَحدُو مِدادِي بِالهَوَى في مَحابِرِي!

اترك رد