السماق شجيرة ريفية تقليدية منتجة وغير مكلفة

 

 تحقيق ميشال حلاق

 

بدأ مزارعو السماق في محافظة عكار جني محاصيلهم لهذا العام حيث يتعاون أفراد العائلات الريفية على إتمام هذه المهمة الصعبة نسبيا لكنها ممتعة.

والسماق زراعة حرجية تقليدية عائلية الى حد بعيد، ذلك ان معظم المزارعين في محافظة عكار خصوصا في المناطق المتوسطة والجبلية، ضنينون بالمحافظة على شجيرات السماق في محيط أراضيهم لتأمين مونة منازلهم، شأنها شأن الزعتر والزيتون والزيت والبرغل وباقي حزمة المونة التقليدية اللبنانية المعروفة، نظرا لأهمية السماق في تنكيه أطباق الأطعمة التقليدية الريفية على وجه الخصوص، ولفوائدها الغذائية والصحية المعروفة، على اعتبار أن حموضتها عالية ومضادة للأكسدة.

ويقول ايلي زريبي، ابن بلدة القبيات، وهو من المهتمين بالزراعة المحلية الريفية بأن السماق “عنصر اساسي من عناصر مونة العائلات العكارية وغيرها من المناطق اللبنانية ويستخدم في المطاعم على نطاق واسع”.

ويشير الى ان “زراعة السماق غير مكلفة على الاطلاق بكونها نبتة حرجية وهي نبتة تصبح شجيرات صغيرة ليست بحاجة الى اي عناية وهي تتكيف مع عوامل الطقس ولا تحتاج لا الى ري ولا فلاحة او تسميد او اي ادوية ولا تقاربها الحشرات ولا تضر بها الفطريات”.
في خلاصة الامر، يتابع زريبي: “إنها نبته حيوية جميلة ومفيدة وغالبا ما تزرع وتنمو على جوانب البساتين والحقول”.

ويضيف: “السماق عنصر اساسي مكون لخلطة الزعتر البلدي الشهيرة لصنع مناقيش الزعتر، وايضا منكه يضاف الى العديد من انواع السلطات اللبنانية وبخاصة الفتوش التي بمذاقها الاساسي مرتبط بحموضة السماق الرائعة”.

ويلفت الى أن “زراعة السماق زراعة قديمة جدا في بلدته القبيات وفي كل البلدات والقرى المحيطة وفي كل عكار، لكن لم يتم تعميمها بالشكل المناسب للإفادة من مردودها المالي، خصوصا أن مساحات شاسعة من الأراضي البور يمكن الإفادة منها بزراعة السماق، كي تكفي السوق المحلي اللبناني، اذ غالبا ما يتم استيراد السماق بعدة اطنان من الخارج ومن تركيا خصوصا بأسعار مرتفعة نسبيا، أي بحدود السبعة دولارات للكيلوغرام الواحد، في وقت يباع كيلو السماق البلدي المنتج محليا بحدود ال80 الف ليرة لبنانية”.

ويشجع الزريبي المزارعين العكاريين خصوصا واللبنانيين عموما على تطوير هذه الزراعة وتوسيع رقعة انتشارها سيما وانها غير مكلفة على الاطلاق ولا تأخذ من المساحات الزراعية المروية”.

ويلفت الى أن “جني المحصول ربما يكون متعبا نوعا ما. وبما أنها زراعة بيتية، فإن أفراد العائلة غالبا ما يتعاونون على قطاف عناقيد السماق يدويا ونقله الى المنازل لمدها على الاسطح تحت الشمس لفترة تتجاوز ال15 يوما لتجف بشكل تام، فيتم لاحقا سحقها عبر دقها يدويا ايضا، للمحافظة على جودة حموضة السماق”، ناصحا بـ”تجنب طحنه بالمطاحن الكهربائية التي ترتفع درجة حرارتها مع الدوران فتفسد حموضة السماق”.

ويختم: “في المرحلة الأخيرة، يخضع المسحوق للغربلة والتنقية ليجفف ايضا لبعض الوقت في الشمس ومن ثم يحفظ بأوعية عازلة للرطوبة، كي يصبح مسحوق السماق بلونه الاحمر الجميل جاهزا للاستخدام”.

***

(*)  الوكالة الوطنية للاعلام 

اترك رد