حين آتيك

حين آتيك

ضعي كل شيء من يديك؛

مقلمةُ الأظافر، قلمُ الحمرة

مرآتكِ الصغيرة،ُ ملقطُ الحاجبين

قهوتُكِ المليئةُ بالهيل والزعفران

ووقتاً كنت تنوين تخصيصه

لأصبوحةٍ مع الحسان

ووقتاً لتحضير ما يُدِرُّ الحليبَ

عند الفجر

ووقتاً لتعاطي السحر

كي أبقى أليفا..

وزيتُ لوزٍ يبقي جنوني خفيفا.

حين آتيك

ضعي كل شيء في يدك؛

لغتي التي أضعتُها في غابة الكلام

هاجسي أن أموت على حافة الصحراء

وجعُ انتمائي إلى اللامكان

اشتياقي ككهلٍ لأمي

قداستي لدمي

قطرتان من ماء المسيح ودمه،

إشكاليةُ صلبه،

واطبقي كفّيك على كل ما بكفيك

وارفعي ذراعيكِ نحو سنونوة

عائدة من زيارة السماء

وافتحي كفيك ببطء جناحيِّ طائر اللقلاق

تخرج منهما فراشةٌ القلق

وأضيئي شمعةً واطلقيني

كي أرفرف حولها.. ولا أموت،

قد تناهى إليّ في آخر الليل

أنهم، يحرقون البيوت.

حين آتيك تحرري منكِ

وامتلئي بي

تهجّي حروفي الخبيئة في شجر التوت

اقرئي مزاجيَ العصبيَّ عند الشروق

اسكبي في مذكراتك السكرى

نبيذ منفاي

جرّبي الوقوف على فكرة الانتحار

بالكتابة أو،

بهاجس الانفجار في شرايين الرتابة أو،

بالاعتكاف في دير حلمي؛

أنظف البلادَ من طحالبٍ تراكمت في الغياب،

تمثّلي ذعر الحمام من موته

قبل عناقِ سفوح الجليل،

واصرخي معي؛

أريد صوتاً ثانياً يجرح خد السماء

أريد من يرتّب الفوضى بفوضاي

من يجيبني عن دماء القرابين

عن الإله الذي يحب رائحة الشواء

عن الخروفِ المقدس

والبقرِ المقدس

والعجلِ المقدس

والنساءِ المدنّسات،

والقاتلِ المقدسِ حدّ الانتشاء،

امتلئي بي لأخرج شاهراً عريي

أطوف حولي ولا أضحّي بي

امتلئي بي.. قبل عودة الفراغ للتابوت

قد تناهي إليّ في آخر الليل

أنهم، يحرقون البيوت

وحين آتيك

ضعي كل شيء من يديك

وأعني الدُّمى

وحين آتيك

ضعي كل شيء في يديك

وأعني أنا..

واكتبيني على رحميك

لأُخرِجَ قطرتيّ حليب

من جفول نهديك

سأحتسيهما

لتبكي عليّ

وأبكي عليك..

اترك رد