جميل الدويهي: إلى شهداء التليل – عكار

 

 

يغيبون عنا كثيرا

وهم حاضرون…

يسيرون حول البيوت

ونحن نعد طعام العشاء

ونفتح ابوابنا في المساء

ولا يدخلون…

وكانوا يريدون شيئا من الضوء

كي يخبزوا للصغار

رغيفا كبيرا

فلا يحزنون…

وكانوا يريدون ان يعرفوا

كيف صرنا يتامى…

وكيف دخلنا زمان الجنون؟

نقول لهم:

هل نسيتم مواعيدكم؟

هل تركتم كلام الوداع هنا

وانكسار العيون؟

ولكنهم في طريق بعيد

ولا يسمعون…

ويبكي السؤال ومن يسالون

لماذا الهواء جريح؟

لماذا المناديل تعصر اوجاعها في سكون؟

وكيف يكون الزمان جميلا

وهم غائبون؟

وكيف على غفلة يذهب الطيبون؟

وهذا الخراب

وهذا العذاب

وهذا الحريق ومن يحرقون…

ولكن هو الوقت يمضي

كما البرق يمضي

وفي غفلة يسقط العاشقون…

وكم من شهيد يعود الينا

فلسنا نصدق ان المساكين

لا يرجعون…

وتبقى لنا الذكريات…

وتبقى الحياة…

وأصوات من في ضمائرنا خالدون.

اترك رد