مريم رعيدي الدويهي: فنجان قهوتي

في فنجان قهوتي

طيّارة ورق

تطير إلى قرية بعيدة

تركتها منذ صغري…

إلى تفّاح الجبال

وعناقيد فوق المنزل القديم…

أراجيح أطفال

ومرآة من بلّور

وعندليب على شبّاك

يعزف سيمفونيّة لموزارت

لكنّه لم يتعلّم الموسيقى…

فنجان قهوتي بلون العتمة

وارى فيه قمراً ونجوماً

ورغيف خبز

تدخل رائحة الصعتر إلى ذاكرتي

وعبق ياسمينة…

وأخاف من هدير السفينة…

أمحوها

سفينة من الحديد والصدإ

تمخر في البحر الكبير

لكنّني أخفيها في غمضة عين…

يعود البحر إلى هدوئه…

يعود الزمان إلى الوراء…

في القهوة فقط

يمكنني أن أغيّر العالم…

أن أبتسم وألعب كطفلة

تحت سنديانة عالية…

أحبّ هذه الصور…

أحفظها…

أضعها في إطار

لكي لا تهرب منّي

كما هربت منّي الإيّام

على حصان بلون القهوة

بلون الحبر الذي يبكي…

وبلون التراب.

اترك رد