صدر حديثًا كتاب بعنوان “في معرفة البلاغة”.
يقدم الكتاب ثلاثة تصورات مختلفة لماهية البلاغة، ووظائفها، ومستقبلها، من خلال طرح أسئلة موحدة على ثلاثة بلاغيين عرب هم د. محمد الولي، ود. سعيد الغانمي وعماد عبد اللطيف. مهندس الحوار د. صلاح حاوي.
ويمثل الكتاب بمادته وطريقة تأليفه عملا قد يكون غير مسبوق في كتب البلاغة العربية.
يمكن الحصول على الكتاب من فروع دار كنوز المعرفة، ويمكن الحصول عليه أيضًا هذه الأيام من معرض بغداد للكتاب، قاعة 3. كما يمكن الحصول على كتب “تحليل الخطاب السياسي”، و”البلاغة العربية الجديدة”، و”تحليل الخطاب البلاغي”، من الدار نفسها، التي يديرها مهند الحلوة.
صلاح حاوي
مما جاء في كلمة د. صلاح حاوي: عندما تكون المعرفة مسؤولية والكتابة والتفكير اجتهادًا، حتمًا سيكون السؤال عن ماهية ووظائف الانشغال في تلك المعرفة والدخول ضمن إطارها، فالبلاغة -حسب ما يرى هذا الحوار- ليست منطقة بحث تعتاش على القوالب الجاهزة والتمارين المتداولة وليست مسميات نفقدها هويتها متى ما شئنا ونعيدها متى ما شئنا، بل إن البلاغة مسؤولية، يتحمّلها المشتغلون بها ويعيشون همومها؛ ولذا فقد حان الأوان أن نفكّر في السؤال لأنه بداية المعرفة ونبدأ حوارًا جماعيًا أو حوارًا بين جيلين ليس بالضرورة أن يكون بين متطابقين، ولا تهيمن فيه رؤية على أخرى مدّعية أنها الحق والأخرى على الخطأ، بل نذهب للتفكير في البلاغة من أجل تحفيز مداخل قراءة البلاغة وتحديد سمات عملها، فاليوم يشهد الدرس البلاغي قوة ونشاطًا وسيادة في الثقافة العربية وفي مواجهة خطابات متنوعة تمتلك صفات تجعلها مؤهلة للقراءة البلاغية، لكن في الوقت ذاته تشخّص غياب الدقة في تحديد مجالات البلاغة وواجباتها وتداخل وظائفها تبعًا لغياب تحديد سمات البلاغة ومفاهيمها ورجالاتها. ليس الحوار مناظرة نرجو من ورائها الغلبة، بل الحوار معرفة مضافة لا تبحث عن حكم من خارج اللعبة البلاغية، أو هو تأثيث معرفي آخر يشعرنا بوجود عقول واتجاهات متعدّدة لها رؤى قد تكون متباينة، لكنها… جميعًا، تنتصر إلى الاكتمال، ولذا ولد هذا الحوار في رحم البلاغة والعناية بها.