أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، نتائج الدورة السادسة عشرة من “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”، خلال برنامج تلفزيوني خاص تم بثه على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال (LBCI).
ولفتت البعثة في بيان، أن “هذه الجائزة التي أسسها الاتحاد الأوروبي وما زال يمولها، تحظى بتقدير واسع النطاق عالميا، كونها جائزة أساسية من جوائز حرية الصحافة، وأعرق الجوائز الموزعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج”. وذكرت بأن “حفل تسليم الجائزة يقام سنويا لمناسبة ذكرى اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير في 2 حزيران 2005 في بيروت، وتخليدا لحياته وقيمه وذاكرته”.
وقالت: “شهد هذا العام المزيد من التحديات في مواجهة حرية الإعلام في المنطقة، شملت اغتيالات صحافيين ومفكرين، هجوما على وسائل إعلامية، واستمرارا في احتجاز وسجن عاملين في القطاع الإعلامي. من خلال الجائزة، يجدد الاتحاد الأوروبي التزامه دعم الصحافة المستقلة والمعمقة كأحد العوامل الأساسية لبناء مؤسسات رسمية قوية، شفافة وخاضعة للمساءلة”.
وتكافئ هذه الجائزة الصحافيين الذين تميزوا بفضل جودة عملهم والتزامهم حقوق الإنسان والديمقراطية. وقد شهدت دورة هذا العام مشاركة 206 صحافيين من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس واليمن.
وتنافس 66 مرشحا عن فئة مقال الرأي، و88 عن فئة التحقيق الاستقصائي، و52 عن فئة التقرير الإخباري السمعي البصري. ينال الفائز في كل من الفئات الثلاث جائزة 10 آلاف يورو، في حين ينال كل من المرشحين اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية في كل فئة جائزة بقيمة ألف يورو”. وأعلنت عن الفائزين بالجائزة لعام 2021، كالآتي:
-فئة مقال الرأي: يحيى اليعقوبي من فلسطين، من مواليد 1989 ومقيم في مدينة غزة. نشر مقاله الذي حمل عنوان “إياد الحلاق… “فلويد فلسطين” أراد الحياة أيضا ” في “شبكة قدس الإخبارية” في 1 آذار/مارس 2021. وهو يروي حادثة قتل طالب فلسطيني، مصاب بالتوحد، على حاجز إسرائيلي في القدس، وتبرئة الجنود الذين أطلقوا النار عليه. فئة التحقيق الاستقصائي: سلطان جلبي من سوريا، باحث وصحافي استقصائي من مواليد 1979. يحمل تحقيقه عنوان ” تجارة الاعتقال في سجون ومعتقلات النظام السوري” وقد نشر في موقع “حكاية ما انحكت” يوم 16 نيسان 2020. يوثق التقرير تجربة 100عائلة سورية من ذوي المعتقلين والمخفيين قسريا في سجون النظام السوري، مع شبكة من العمليات المالية معقدة تدور بين السجون والأجهزة الأمنية والقضائية.
-فئة التقرير الإخباري السمعي البصري: للمرة الأولى منذ انطلاق الجائزة، تقاسم الفوز عملان. الأول هو التقرير المشترك للصحافيتين المصريتين هدى زكريا، من مواليد1990، ومنة الله حمدي، من موليد 1971، بعنوان “معركة الآنسة فريدة”، والثاني للصحافي والمصور التونسي حمادي الأسود، من مواليد 1992، بعنوان ” أسرار بن جويرة: دم جديد، كفاح قديم، نضال متواصل”. نشر تقرير كل من هدى ومنة الله في صحيفة “المصري اليوم” في 8 كانون الثاني2021، وهو يروي تجربة المدرسة المصرية العابرة جنسيا فريدة رمضان والصعوبات التي تواجهها في محيطها العائلي والمهني وفي المجتمع المصري بشكل عام. أما تقرير حمادي، فنشر في موقع “نواة” في 5 شباط 2021، وهو يضيء على نضال الناشطة النسوية التونسية أسرار بن جويرة من أجل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والعدالة والمساواة والإدماج”.
في هذا الإطار، قال سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف إن “استقلالية القضاء جوهرية من أجل حماية الحريات. يستطيع القضاء القوي والمستقل أن يتابع قضايا التهديد والابتزاز والعنف. وبالدرجة نفسها، تشكل حرية الصحافة حجر أساس للديمقراطية. من خلال جائزة سمير قصير، ندعم صحافيين مستقلين، يفضحون الممارسات الخاطئة ويتمسكون بحرية الرأي والتعبير”.
أما مالك مروة، نائب رئيس مؤسسة سمير قصير، فأكد أن الصحافيين سيتمتعون بالأمان عندما تصبح أنظمة المنطقة منفتحة لتنوع الآراء، وعندما “تتم محاسبة قتلة الصحافيين”. كما حيا جرأة المتبارين في جائزة سمير قصير الذين أضاؤوا على قضايا غائبة عن الاهتمام العام. وأضاف: “أن يكون 70 في المئة من المتأهلين للمرحلة النهائية من النساء لمصدر أمل بالمساواة وبمستقل الصحافة في المنطقة”.
وأوضحت البعثة أن “لجنة تحكيم مستقلة مؤلفة من سبعة متخصصين في شؤون الإعلام، وباحثين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، من عرب وأوروبيين، تولت اختيار الفائزين. وقد ضمت لجنة التحكيم هذا العام أميرة الشريف (اليمن)، مصورة صحافية حائزة جوائز عالمية؛ داود كتاب (فلسطين)، مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي ونائب رئيس معهد الصحافة الدولي؛ شدى إسلام (بلجيكا)، كاتبة وخبيرة استشارية في مجالات السياسات العامة والتواصل وأستاذة زائرة في كلية أوروبا؛ كيم غطاس (لبنان)، مراسلة دولية ورئيسة شكبة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج) وممثلة مؤسسة سمير قصير في لجنة التحكيم؛ ماثيو كاروانا غاليسيا (مالطا)، صحافي استقصائي ورئيس مؤسسة دافني كاروانا غاليسيا، التي تحمل اسم والدته، الصحافية الاستقصائية التي اغتيلت في مالطا عام 2017، محمد ياسين الجلاصي (تونس)، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين؛ ويسبر هويبرغ (الدانمارك)، المدير التنفيذي لمؤسسة دعم الإعلام الدولي”.
أضافت: “للسنة الثنية على التوالي، تم تقديم “جائزة الطلاب” التي منحها 23 طالبا من جامعات لبنان وتونس والجزائر واليمن لأحد المتأهلين. فحصل الطلاب على فرصة الاطلاع على الأعمال المتبارية والتفاعل افتراضيا مع المرشحين العشرة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية، والتباحث معهم في مضمون مقالاتهم وتقاريرهم. بعد النقاش، صوت الطلاب لمرشحهم المفضل، فاختاروا يحيى اليعقوبي من فلسطين عن مقاله نفسه الذي فاز بالجائزة عن فئة مقال الرأي”.