رِسالَةُ هَوَى! 

 

 

قَبَعَتْ مُفَكَّكَةَ الضَّفائرْ، والوَجنَتانِ كما المَجامِرْ

وتَمَلمَلَتْ بِيْضُ الأَنامِلِ فانتَشَى الوَرَقُ المُغامِرْ

وجَرَى المِدادُ، مُعَطَّرًا بِالشَّوقِ، يَفضَحُها السَّرائرْ

فَإِذا البَياضُ مُرُوجُ نَوْرٍ ساحِرٍ غَضِّ البَشائِرْ

يا طِيْبَ أَزهارِ الهَوَى، غَرْسِ الجَوارِحِ لا المَحابِرْ

يا بَوْحَ واجِفَةٍ، كَواها الوَجْدُ، يا نَفَثاتِ حائرْ

يا رَوْضَ أَحلامِ الصِّبا فُوْحِي على نَشْرِ المَشاعِرْ

أَرِسالةً! بِسَوادِكِ الزَّاهِي تَأَلَّقَتِ المَنائِرْ

هَيَّا إِلى جِنْحِ الأَمانِ، وأَبلِغِي هَجْسَ الضَّمائِرْ

طُوباكِ… إِمَّا تُدرِكِينَ الخُلَّ تَحضُنُكِ المَحاجِرْ

لَهفِي على أَيَّامِكِ الغَرَّاءِ مِنْ عِلمٍ مُفاخِرْ

وَصَلَ المُنادِي بِالسَّمِيعِ، وَذَلَّلَ البُعْدَ المُكابِرْ

ودَنا اللُّهاثُ مِنَ اللُّهاثِ، وغابَ دِفْءٌ في الحَناجِرْ!

 

***

الجِنْح: الكَنَف وَالنَاحِيَة

النَّوْر: الزَّهْر أو الأبيَض مِنهُ

الجَارِحَة: العُضوُ مِنَ الإنسَان، وَلاسِيَّمَا اليَد

وَاجِفَة: مُضْطَرِبَة

النَّشْرُ: الرِّيحُ الطَيِّبَة

غَرَّاء: حَسَنَة  //  بَيْضَاء

اترك رد