يوميات عابرة (96)

 

جميع الذين سألتهم، أجابوا بأكثر مما يعرفون، وبأقل مما طلبت.

***

عبرتِ الحياةُ قبلي من ضفّة إلى ضفّة.

لم أكن موجودًا في أي ضفّة.

***

أمشي أمام عينيّ. مَن يستطع أن يسبقني فليحمل قلبه ويلحق بي.

***

فتحت الشجرة أوراقها، فقرأت الشمسُ فصلاً من رسالة التراب.

***

جُذورُ الأشجار تفكّرُ في الحياة، أكثر من تفكيرها بأولادها.

***

للكلمات رائحة. شمّها وأنت تقرأ.

***

أنهكت ذاكرتي حتّى… أهملتني.

***

جعلت جسدها سريرًا فهجرها النوم.

***

للكذب رائحة فاقت روائح العطور رواجًا.

***

لا يأتي المطر متأخرًا، حين يصل يكون الشتاء.

***

تخبئ الشمس أسرارها في بيت الأفق.

­ هل دخلته مرّة؟

***

قال فيها قصيدةً. لبِستها كي لا تُقرأ عارية.

***

ضرب الموج كفًّا بكفّ. خاف قراءة الطالع من الرذاذ.

***

للجهل عند الأغبياء حرمة.

والحرمة محرّمة على من اعتبرها «حرمة».

***

حامل «صندوق الفرجة» لا يبحث عن المال في داخله.

***

تلبس الأساطير سلاسل من ذَهبٍ… فيكثر عشّاقها.

***

لا يبحث الرسّام عن الدهشة في ثياب «الموديل».

يُسقطها ليُلبس اللوحة رغبة.

***

أحسُدُ الهواء: يمرّر أصابعه حيث يريد.

لا يُلام ولا يُتهم بخدش حياء.

***

أعطته ما رغب من القبل، وفي اليوم التالي استعادتها.

***

اعتذرت امرأة من مرآةٍ:

لا أستطيع أن أهبك صورتي.

***

الحجاب لا يخفي وجهًا. يصنع أحلامًا تغلب الشوق.

***

لا تأمن سارقًا يده في جيوب الناس.

***

تشاهد النوافذ الناس وتعرفهم، ولا تجرؤ على البوح بما تعرف.

***

ذاكرة الحياة لا تحتفظ بصورنا.

فلماذا نجهد نحن للاحتفاظ بصورها؟

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد