يوميات عابرة (93)

بيوتُ الفقراء من دون شبابيك. تدخل الشمس إليها من «عروة» الباب.

***

يشارك الفقراء الأغنياء فتات خبزهم المتناثر تحت طاولاتهم.

***

سألها بأي حبر سريّ تكذب المرأة؟

ضحكت وقرأت عليه ما لم يُكتب.

***

صحوة الـ «نَعَمْ» تسبقها غفوة الـ «لا». 

كان التمنّع مَدرّجًا للريح… وهبّت.

***

لحظة يصل النور إلى عيني، تهرب العتمة الكانت تغريني، لأتركها وسادةً لأحلامي.

***

تتسلل الشمس إلى غرفتي. تقرأ ما كَتَبته في خفر السرِّ عن جَمالكِ النابض في عروقي.

***

في الطريق إلى بيتي، ينتظرني الوقت.

أخافُ أنظُر إلى ساعتي… فيفضح خوفي.

***

قبل أن أذهب إلى النور أُصلّي:

«يا رب… امنحني مزيدًا من طفولتي».

***

الذكريات التي لا تلتهم ذاتها… تلتهمنا!

لا يصل الموج إلى أبعد من الرمل، ولو هدّد صداه.

***

من تَربّى على الحقد والكراهية، لن يلتقي الحب يومًا.

***

ظِلُّ الناس فوق التراب، كتابة بالماء على صفحة شمس.

***

الوقت يغلب الانتظار. أقفلوا روزنامة الأيام.

***

يفتح الدمع عينيه ويخرج. يُصفّق الهواء… فيسقط الدمع.

***

الدّرب طويلة… الدّرب قصيرة. الغاية تعيش في المسافة.

***

الإحساس بالعري وعي العقل، والخجل منه وَرَع كاذب: «عيب».

***

يتدلّى الجدار على ذاته. لا تكتبوا عليه:

يا صاحب الشرف لا… وألف لا!

***

من ساواك يكذب على نفسه… لا عليك.

***

أعطت الأرض أكياس تراب لأجساد الفقراء. وحرمت الأغنياء من دفئها.

***

دَخَلتْ سريرها فاستيقظ.

غفت وطار النور من عيني السرير.

***

اعتلى الشاعر قصيدةً، فصفقت المنابر.

***

قرأت الريح قصائد الغيم… ومزّقتها. لن تبقي لغدها كلمة.

***

بين كلمتين مساحة للهاث قلم. خاف أصابعه تخنقه.

***

المنشغلون بالكلام على السماء… لو يلتفون قليلاً إلى الأرض!

***

المتكلّم علانية بالدور الإيجابي للشك، يُرمى بحجارة التكفير… وقد تصيبه مقتلاً.

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد