الفنان سمير الصفدي: مهمتي كفنان هي نقل هذا القلق والتوتر الذي نعيشه في المنطقة

 

 

 

يبحث الفنان «سمير الصفدي» (Sameer elsafadi) عن مساحة بصرية لمتنفس تعبيري تراجيدي، ليبني علاقة قوية بين الألوان والفن التعبيري التشكيلي الذي يغمره بألغاز تجعلنا نتساءل عن أي زمن هذه المآسي، وهذا التجديد في التعبير الفني المعاصر الذي يجزأه في لوحات ذات مشهديات تمتد عبر تعبيرات متناقضة، وتشكّل نوعا من مقاربات مسرحية لدراميات تؤسس لتحليلات بصرية مرتبطة بالحركة اللونية وقدرتها على خلق إيحاءات متعددة، لكل منها دورها الأساسي في تشكيل المعاني والأفكار الخاصة بالمعاناة الإنسانية التي تستمر في الحياة منذ العصور القديمة وحتى الآن.

وهذا التعبير الفني المقنن بصريا، الذي يختزل الصراعات والحروب والمآسي الاجتماعية محاولا تذليل الصعاب بموضوعية تاركا لتعبيراته القدرة على المحاكاة، لمحو القلق الذي ينتاب ألوانه رغم فسحات الضوء فيها، إلا أنه يرتبط مع الريشة ارتباطا وثيقا من حيث القدرة على التعبير عن الأشكال المأساوية الناتجة عن الأجساد المتعبة، وهو الذي ولد في مجدل شمس الجولان السوري المحتل عام 1982، حائز على إجازة من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق قسم التصوير الزيتي عام 2007 والماستر في قسم التصوير الزيتي جامعة دمشق عام 2015.

الفنان سمير الصفدي

 

حاليا يقوم بتحضير لنيل شهادة الدكتوراه حائز على شهادات تقدير ومشارك في معارض جماعية داخل وخارج سوريا، ومشاركتان في مزاد أيام غاليري دبي وثلاثة معارض فردية، عضو اتحاد الفنانين التشكليين السوريين.. ومعه أجرينا هذا الحوار:

من مجموعة متحف فرحات

 

{ القلق الإنساني وهموم البشرية تحملها في لوحات ذات عمق تعبيري، لماذا كل هذا؟

-الفنان هو ابن البيئة والمجتمع هناك ارتباط عميق بينهما، ولا يستطيع الفنان أن ينفصل عن الواقع أبداً.. مهمتي كفنان هي نقل هذا القلق والتوتر الذي نعيشه في المنطقة لأكون صادقا مع نفسي ومع ريشتي وألواني لا توصل إلى عمل صادق في الإحساس.

من مجموعة متحف فرحات

 

{ هل من موقف فني تجاه ما يحدث حاليا منحته للوحات ولماذا؟

-اختار موضوعات العمل من الواقع المعاش والإنساني وحالات الألم والمعاناة اليومية لدى الإنسان في مجتمعنا والحروب الظالمة التي تسلبنا حق الحياة بحرية وأمان.

من مجموعة متحف فرحات

 

{ تعبير لعلاقات تتلاقى مع حضارات سابقة، هل من تصوّرات سبقت ذلك أم هي تلقائية؟

-هناك عقل باطني مرتبط مع كل الحضارات السابقة لأي شخص، وهناك أيضا تراكمات السنين والمشاهدة والمتابعة وممارسة العمل الفني، فلا نستطيع أن نجزم في الإجابة لأن الحالتين مرتبطتين ببعض، وإذا كان الفنان لا يملك أي مخزونا فكريا لا يستطيع إنتاج عمل فني.

من مجموعة متحف فرحات

 

{ تركيز على الأضداد ومعانيها في لوحات تحاكي الأحداث على مرّ العصور، ما رأيك؟

-من الطبيعي أن يكون العمل الفني مبني على هذه الفكرة، على سبيل المثال عندما يكون الألم في العمل الفني موجود علينا أن نوجد فيه أيضا حالة من الأمل والتفاؤل.

من مجموعة متحف فرحات

 

{ سمير الصفدي بمن تأثّر؟ ومتى يرسم وهل تعتبر لوحاتك حملت تاريخ سوريا؟

-من الطبيعي أن نتأثر بأعمال الفنانين الكبار وتجاربهم، وحتى في الحالة التعبيرية الموجودة عند الإنسان القديم في رسم الكهوف.. أما بالنسبة لأعمالي فإنها من الواقع السوري ومعاناة هذه البلد ومن الصعب أن أصنّفها إذا حملت تاريخ سوريا فهذا الجانب يحدده المتلقي. أنا فقط أنقل مرحلة من مراحل هذه البلد سوريا باحساسي.

من مجموعة متحف فرحات

 

{ الجسد المتهالك غالبا، لماذا هذه التراجيديا؟

-الجسد المتهالك هو محاكاة للواقع المعاش يوميا أو الأحرى التراجيديا الإنسانية والبؤس الاجتماعي والصراعات والحروب وحتى وجع الحضارات برمّتها.

 

dohamol@hotmail.com

***

(*) جريدة اللواء 

اترك رد