تحقيق ميشال حلاق
حققت مجموعة درب عكار البيئية انجازا بيئيا وزراعيا واعدا، في إطار مشروع إنبات بذور ثمار أشجار الغبيراء الفائقة الروعة لتوظيفها في إطار الهدف الرئيسي للمجموعة لتشجير مساحات كبيرة أعالي عكار لكي تستعيد هذه الاشجار الحرجية مكانتها وحضورها في هذه المنطقة سيما وانها تعتبر من أجمل الأشجار التي تتلون أوراقها في مختلف الفصول وثمارها ذات فوائد غذائية متعددة.
علي طالب أحد الناشطين في المجموعة والمشرف على هذا المشروع وعلى إعداد المشاتل الخاصة لشجيرات الغبيراء الموعودة يقول: “إن لتغيرات المناخية العالمية لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهذا فعليا ما انعكس سلبا على غاباته التي باتت امكان إعادة تجددها محفوفة بالمخاطر، مع استمرار التأثيرات البشرية سواء بالتمدد العمراني او بالتلوث المتفاقم والحرائق الجائرة، فإن الامور تتجه نحو الاسوأ إن لم يتم إيجاد الحلول البديلة لمساعدة الغابات والغطاء النباتي على الاستمرارية”.
ولفت طالب الى أن “فريق درب عكار، الذي نذر نفسه لحماية البيئة ضمن محافظة عكار، وبعد الحرب التي خاضها ويخوضها في سبيل مكافحة الحرائق المتمادية عاما بعد عام، يحاول من خلال دراسات ميدانية الى توثيق الانواع المهددة من النباتات والاشجار، والملاحظات كانت صادمة، فعلى سبيل المثال: أشجار العزر وبخاصة في غابة العزر، الاهم في منطقة الشرق الاوسط اعالي بلدة فنيدق، لا تشهد تجددا حقيقيا فتكاد الغابة ان تكون عقيمة”.
وقال: “كذلك الامر بالنسبة لشجرة الغبيراء sorbus sp. كواحدة من أكثر الانواع اهمية في منطقتنا، فإنتشارها المحدود الذي بات مهددا بفعل تدني مستويات تجددها، وجمالها الرائع خلال فصل الخريف فضلا عن امكانية استعمال ثمرها في صناعات غذائية تقليدية، كلها أسباب دفتنا الى الاهتمام بها، فبدأ فريق درب عكار خلال الخريف الماضي بجمع بذورها في عملية شاقة تهدف لزراعة ما بين 5 الى 10 الاف شجرة منها خلال السنوات الثلاثة المقبلة”.
وأكد طالب انها “عملية تطوعية بحتة، يشارك فيها الفريق نادرا وقته وجهده ومال اعضاء الفريق، ورغم اهمية المشروع فإنه حتى الان لم يلق أي دعم حقيقي او رعاية من أحد، خاصة ان النجاح في اقامة مشتل للأشجار البرية المحلية يعطي املا في تعويض اي خسارة مستقبلا، ويجنب الغابات أي امراض فيروسية او بكتيرية قد تنتج عن استقدام الاشجار هذه من مناطق بعيدة قد تكون مصابة بها، ولذلك فهي المبادرة الاولى في عكار بهذا الاتجاه”.
وقال: “إن عملية الانبات للبذور التي تمكنا من جمعها قد تمت بنجاح. ونحن في طور اتمام إنجاز المشتل الخاص بها. والمطلوب اليوم هو تقديم الدعم العيني او المادي لإقامة هذا المشتل مع وجود ارض جاهزة وخبراء متطوعين جاهزين للإعتناء بهذا المشروع حتى يؤتي غرسه كما ينبغي”.
***