يوميات عابرة (88)

يتجوّل الشتاء بين البيوت عاريًا في عزّ البرد. ألا يخجل؟

ألم يقرصه الصقيع؟

***

يحكي الشتاء حكاياته للصغار وللكبار،

ويخبئ أصابعه الخضراء في جيب الأرض.

***

لكثرةِ صراخ الشتاءِ لم ندرك: أكان ينادينا، أم يطلب نجدة منّا؟

***

فرش الشتاء بساطه على التراب.

­ أف… أين نضع أقدامنا؟

***

ريح الشتاء عجوز ثرثارة، تتكلّم بصوتٍ مرتفعٍ. نضحك فتظننا مثلها لا نسمع.

***

لو زارنا الشتاء صيفًا، لما احتجنا إلى نبع لا يكتم سرًّا.

***

جاء المطر فأقفلنا الأبواب والنوافذ في وجهه. خفنا يشاركنا طعم الدفء.

­ بخلاء..؟ ربّما!

***

إلى أين تذهب الريح، وهي دائمًا على عجل؟.. حشرية لا تلغي ايضاحًا.

***

حين يتداعى الفكر يُسقط أهله حجرًا حجرًا، مثل بيت عتيق ضربه الزلزال.

***

«امرأة مؤجّلة» فرحت باللقب – الصفة.

… وتركت قائله ينعم بالخيال.

***

نامت في المرآة، لتَدخُلَ وجهه حين ينظر إليها.

***

دعاني الأفق إليه… رحت.

أضعت طريق العودة.

***

اعتنقت الحرّية ولم أصبح حرًّا.

رجعت إلى ذاتي وما عدت خرجت منها.

***

حين ترتدي ثيابك تصبح إنسانًا آخر.

­ أتعرفه؟!

***

­ هل الغضب نتيجة فشل في الإقناع، أم في خطأ إيصال الفكرة؟

لا جواب.

***

تبكي «السماء» مطرًا علينا، فنهلل لدمعها، ونرتوي منه.

***

لا تصنع الشمس ظلاً.

الخوف منها يصنعه ويخفيه عنها.

***

الكلام اللائق لا يعني الكلام الصواب.

تجميل يضع الخنجر خلف ظهر قائله.

***

للشمس سلطة على الأبواب والنوافذ. لا تُفتح ولا تُغلق إلا بأمر منها.

***

المفكرون الحقيقيّون هم الذين قَدَرهم أن تظلّ أقلامهم مسنونة.

***

دخل المفتاح من ثقب الباب… فاتُّهم بالتلصص!

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد