يطمس الفنان “حسين حسين”( Hussein Hussein) المعالم الفنية ليوحي بالتآكل الإنساني المعاصر عبر صيغة تشمل الحقائق البشرية غير المتجانسة، التي تنتمي الى ديمومة المعاناة التي تشمل ذوبان الألوان وتلاشيها، لتبدو للمتلقي كعذابات لا تنتهي وفق الوظيفة الجمالية في الفن التي يمكن تفسييرها على أساس لا يتعارض مع الأسس التي يزرعها، لتتعارض مع الرؤية بعيداً عن التأملات المفتوحة في حد ذاتها على الفكرة للأشياء المرتبطة بالوظيفة الجمالية في الفن.
ولو اعتمد على المأساة او الطبيعة البشرية بعيداً عن الحقائق الإنسانية التي يمكن تفسيرها بصرياً على أنها تمزقات حياتية بأشكال مختلفة، فهل يمكن فهم الهمجية البشرية التي لا تؤدي إلا إلى التمزق الإنساني ؟ أم أن رسومات الفنان”حسين حسين ” تحاكي الصراعات المفتوحة على عدة سيناريوهات لكل منها لوحة مختلفة. الا أنها في النهاية تؤدي الى التشرد والتهجير وعدم الاستقرار، بل وفقدان المفهوم الإنساني في الحياة الذي ينطوي على كثير من التعقيدات التي يترجمها بصريا من خلال التعتيم والتفتيح والظلال عبر تقنيات تصطدم مع تشكيل العناصر الأخرى . فهل يستغل الفنان” حسين حسين” تدرجات الألوان لفهم المنطق الإنساني في الصراعات المفتوحة على الكثير من التمزق؟
يستغل الفنان” حسين حسين ” المشهد المفتوح على عدة تأويلات بتمثيلات تشكيلية ذات عمق خاضع لمزاجيات التشكيل، مع الاهتمام بمستويات الخطوط والتفسيمات البصرية المرتبطة بمفهوم الجسد الإنساني، والمعطيات المرتبطة بالتكوينات التي تتسم بتضارب بصري منطقي في الكثير من التفاصيل ومعاييرها الفنية ، لخلق بعض الفوضى لتمثيل الوهم والانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى ضمن تقلبات القوة والضعف حتى في الأشكال والألوان التي توضح الصراعات، وكينونة المواقف الإنسانية أو إخفاقاتها في تحقيق التكيف مع البيئات التي تفرض نفسها ، كنتيجة لصراعات تؤدي كل منها الى زعزعة استقرار الإنسان، وجعله في متاهات حروب لا تنتهي تعكس بشكل نسبي التشابك المجزأ في العمل الفني الذي يمثل المشاكل الحياتية التي يتعرض لها الإنسان . وضمن مستويات فنية تجبر المتأمل على ملاحظة الخطوط الاكثر صلابة والاكثر مرونة ، والتي تمثل التناقض في المواقف الإنسانية والهياكل البصرية المعقدة التي لا يمكن إدراكها بسهولة . فهل من ديناميكيات معقدة في الفن التشكيلي كتلك التي نجدها في الحروب ونتائجها؟ أم أن “حسين حسين ” يبحث عن السلام في تفاصيل تشكيلية تتكيف مع المحيط البصري المستوحى من ظلال الألوان والقدرة على تنظيمها او اخفائها؟ . وهل من تمويه بصري في أعماله؟.
العودة إلى الأساطير وإلى قوة الخلق وديمومة الحياة، وتمثيل حتى التاريخ الإنساني للفناء ، والاستمرار برمزيات يرسمها بأسلوب يميل الى ترجمة التعاطف الحسي بفن يترجم من خلاله قدرة الريشة على فهم الارتباك الحضاري من خلال الاساطير القديمة، وتتابع العصور. وإن ضمن المفهوم الانساني وما تمثله الألوان المتناقضة ما بين بارد وحار، وبين تدرجات تتناسب مع الظل ومع المساحات المفتوحة على فراغات تعكس قيمة التخيلات لنتائج زمنية هي تاريخ الصراعات الإنسانية التي لا تؤدي الا للتشرد وخلق الاساطير ، وبث المزيد من التآكل الإنساني وتدمير الحضارات، بتصورات هي حقيقة تاريخية في لوحات تشكيلية تحاكي الإنسان أولاً ومن ثم جمالياً، لتكوين ملحمة تسيطر عليها فكرة الصراعات التي لا تنتهي والهواجس التخيلية المبنية على فرضية المشاكسات الزمنية للوجود البشري والغموض في المستقبل، وفي المصير الذي يتكرر مع الانفعالات الضوئية المغمورة بالظلال . فهل من صراعات في الفن التشكيلي يمكنها إدراك قيمة السلام؟