الشاعر د. جميل الدويهي: أحوال الزمان تغيّرتْ

 

لولا يُسابقني الحصانُ، سبقتُه

وتركتُ عندكِ أجملَ الأشياءِ…

صوتي، وتفّاحُ الجبال، وقصّة

أبطالُها عاشوا بلا أسماءِ…

لو كنت أعرف أنّ نهراً في يدِي

سرّحتُ شَعرَكِ بالندى، والماءِ

أو أيَّ عصرٍ كنتِ فيه حبيبتي

عمّرتُ فيه مدينةً لغنائي…

مَن ذا يفسّرني، ويعرف أنّني

لمّا فقدتُكِ، ريشةٌ بهواءِ؟

وجْهي يغطّيه السؤالُ، وموقدي

ما فيه عودٌ يابسٌ لشتاءِ…

كانت صداقتُنا مكانَ ولادتي

وطفولتي فوق الرصيف النائي…

 كنّا نرتّبها ككلّ حديقةٍ

من وشْوشات العطر… والحِنّاءِ

لكنّ أحوال الزمانِ تغيّرت…

ومشيتُ خلف ضبابةٍ عمياءِ…

ووجدتُ أنّي في مكانٍ غامضٍ

لا الأرض أرضي… لا السماء سمائي…

ماتت على شَفتِي الحروفُ، كأنّني

نقشٌ من الصلصالِ فوق إناءِ…

لمّا افترقنا، فالطريق حزينةٌ

وبكى علينا مرفاُ الغرَباءِ…

 وهناك صار عناقُنا شجراً… وفي

شالِ الحرير تركتُ ظلّ بُكائي…

ولأنّها عارٌ عليّ هزيمتي

غطّيتُ جرح هزيمتي بردائي.

***

(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني  ٢٠٢١

اترك رد