كُلَّما جِئْتُ، على شَوْقٍ، إِليها، أَقتَفِي مِسْكًا هَمَى مِنْ قَدَمَيها
أَسأَلُ الدَّرْبَ تُرَى أَينَ الَّتِي خَطَرَت، يَومًا، كَما العِطْرُ، عليها
وَحَبَتنِي(1) الوَعدَ، لَحْظًا حالِمًا، وَعَبِيرًا فائِحًا مِن شَفَتَيها
كيف ذاك الوَعْدُ كالضَّوْءِ اختَفَى، لَمْعَةً ما اكتَحَلَ الأُفْقُ لَدَيها
يا شَذاها لم تَزَل في الدَّرْبِ مُذْ هَلَّ فَوقَ العُشْبِ ضَوْعٌ مِنْ يَدَيها
فَكِمامُ(2) الوَردِ نَشْرٌ(3)، بَعدَها، وسَنا الفَجْرِ رُؤًى مِن مُقلَتَيها
وَحْشَةٌ رانَت(4)… فَهَلْ تَصْفُو الدُّنَى وهَوانا قد هَوَى مِنْ راحَتَيها؟!
شِئْتُ، يا دَرْبُ، مُنًى، فانقَصَفَت دَوْحَةٌ، كَم كُنتُ أَستَلقِي بِفَيْها
وكَوانِي، في هَجِيرٍ لافِحٍ، غُلُّ أَشواقِي لِتَلوِيحِ يَدَيها
إِذ طَواها الهَجْرُ حَتَّى طَيْفَهَا، وَأَبَى الدَّهْرُ لِقَلبِي جَنَّتَيها
حَسْبِيَ النَّجْوَى، عَسَى في خَمْرِها خَدَرٌ يُبْحِرُ بِالبالِ إِلَيها!
***
حَباهُ كَذَا: أَعطاهُ إيَّاهُ بِلا جَزاء
كِمٌّ، جَمْعُها كِمامٌ: غِلافُ الزَّهرَة
النَّشْر: الرِّيحُ الطَّيِّبَة
رانَ الأَمْرُ: اشتَدَّ