سلطت مذكرة الأكاديمية البابوية للحياة الضوء على ضرورة تفادي السباق إلى اللقاحات وتعزيز التآزر بين الدول في عملية توزيع الجرعات، مع التأكيد على أهمية عدم إقصاء البلدان الفقيرة والأشخاص الأكثر هشاشة. ودعت إلى وضع أنظمة ملائمة تضمن الشفافية والتعاون بين الدول لتفادي المشاكل القائمة على صعيد إنتاج هذا اللقاح وتوزيعه. كما تطرقت الوثيقة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقات دولية على صعيد براءات الاختراع، بشكل يفسح المجال أمام حصول الجميع على اللقاحات، مع التشديد على أهمية أن تتم عمليات الإنتاج الصناعي بروح من التعاون بين الدول وشركات الأدوية وباقي المنظمات كي تجري عمليات الإنتاج في مختلف أنحاء العالم، تماما كما حصل خلال عملية الأبحاث.
وحذّرت الأكاديمية الحبرية من مغبة وصول اللقاحات إلى بعض الدول بشكل متأخر نظرا لعدم توفر الإمكانات اللازمة لشرائها. فينبغي ألا تُهمش البلدان الفقيرة، إذ لا بد أن يتوفر اللقاح للجميع. من هذا المنطلق وجهت الأكاديمية نداء إلى الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية، شأن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية، كي تبذل الجهود اللازمة على هذا الصعيد حتى يكون الجميع أخوة وأخوات حقاً، كما يدعو البابا فرنسيس، الذي حث المسؤولين – في رسالته إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الميلاد – على تعزيز التعاون لا المنافسة كي توضع اللقاحات بتصرف جميع الناس. دعوة تتطلب إصغاء مسؤولا من قبل الكل، كما تؤكد الأكاديمية البابوية للحياة.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس الأكاديمية المطران فنشنسو باليا الذي تحدث عن وجود سباق محموم للاستحواذ على اللقاحات، لافتا إلى أن هناك من يتحدثون عن “أبرتهايد اللقاح”. وقال: من الواضح أن الدول الغنية قامت بتخزين اللقاحات وبعضها حصل على كميات تفوق الحاجة الآنية، في وقت تعاني فيه البلدان الفقيرة في التأخير في وصول اللقاحات. واعتبر أن هذا الأمر أظهر الهوة الشاسعة بين الدول الغنية وتلك الفقيرة، وبين الأغنياء والفقراء في البلد الواحد أيضا. وأكد أن إلحاحية الحصول على اللقاح اليوم تتطلب قفزة نوعية على صعيدي الإنتاج والتوزيع.
بعدها توقف سيادته عند ضرورة أن يتم إنتاج اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في مختلف البلدان، وليس في بلد معين، لأن المكاسب المادية الكبيرة التي تترتب على هذه العملية يمكنها أن تُحدث تأخراً في عمليات الإنتاج والتوزيع. كما لا يُعقل أن تُعطى الأولوية إلى الربح المادي على حساب العدالة الاجتماعية لأن اللقاح هو خير عام ينبغي أن يوضع بتصرف الجميع، ولا بُد أن يُدافع عن هذا الخير وسط صرخة الأشخاص الذين ينتظرون اللقاحات بفارغ الصبر.
وتطرق المطران باليا بعدها إلى التضامن والوحدة بين مختبرات العالم، خلال الأبحاث التي جرت بشأن الفيروس، وكانت تتسابق المختبرات من أجل الوصول إلى غايتها المنشودة، وتم تبادل النتائج. ومن هنا لا بد أن يطبع التضامنُ نفسه عمليات الإنتاج والتوزيع في هذه المرحلة. وختم رئيس الأكاديمية البابوية للحياة حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قائلا إن واجبنا اليوم يتمثل في إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، كما من الأهمية بمكان أن يتضاعف عدد المصانع المنتجة للقاحات، ولا بد أيضا من توسيع شبكات التوزيع، كي تصل الجرعات إلى البلدان الأشد فقرا.
***
(*) فاتيكان نيوز