منذ أيام ودعنا عام ٢٠٢٠ الذي لم يشأ ان يرحل دون أن يتركني طريحة الفراش أعاني الألم جراء اصابتي “بوباء كورونا” رغم كل الاحتياطات التي اخذتها….
خوف شديد تملكني حجب عني نوم الليالي، مع وجع لا يطاق يتنقل من الرأس إلى اخمص القدمين…
امضيت أيامي ممددة على فراشي اصلي واستسمح ربي واطلب رحمته وشفاعة السيدة مريم وجميع القديسين….
عشت في وحدة قاتلة بعيدا عن كل الأحبة خوفا من انتقال الوباء اليهم، في وقت كنت بحاجة فيه لمن يمسك يدي ويواسيني. شعرت بالحاجة إلى الحب والحنان رغم ما غمرني به الأحبة والأصدقاء عبر رسائلهم واتصالاتهم وامنياتهم بالشفاء….
الشعور الأصعب من الوجع كان الشعور بالوحدة بسبب الحجر الإلزامي. الخوف من أن أصرخ دون ان يسمعني احد، او ان اموت وحيدة في بيتي الذي تعودت ان اكون فيه محاطة بحب عائلتي.
امضيت أيامي اتململ في فراشي ودموعي تنساب شوقاً لأن اضم أولادي واحفادي واقبلهم وامضي اوقاتي معهم…
اشتقت حنان امي واحبتي .. كنت أراهم جميعا من خلال شاشة الهاتف، احدثهم واتمنى لمسة منهم تخفف آلامي ….
خمس عشرة ليلة طويلة دون نوم تحت رحمة الأفكار والاعتقاد ان الموت آت لا محالة….
مرت بذاكرتي حياتي كفيلم سينمائي. محطات جميلة واخرى حزينة وصلت معها الى خلاصة هي ان الحياة جميلة وتافهة في آن معا. ادركت ان كل لحظة مرت علي كانت ثمينة مهما كانت صعوبتها. ندمت على لحظات كنت أبكي فيها على مواقف حدثت في حياتي، مواقف علمتني ان العلاقة الطيبة لا تشترى بالمال، وان القلب الطيب لا يستحق الغدر او الجحود.
ادركت انه علينا أن نفرح بكل لحظة أنعم الله بها علينا بنعمتي الحياة والصحة مهما اشتدت الصعاب… إن ننسى الأسى والاذية، ان نسامح ونغفر لكل من أساء إلينا. ان نقدر قيمة الصداقة الحقيقية التي كان لها الأثر الكبير في التخفيف من آلامي. تعلمت ان أضاعف الحب في قلبي لكل من احب وأن اتصالح مع نفسي ومع من تعرضوا لي بالأذية يوما ما ….
مرحلة صعبة مررت بها.. كل ثانية مرت مع الألم والخوف كنت اردد فيها “لتكن مشيئتك يا رب”… وها انا الان بعد ان تماثلت للشفاء ادعو في كل لحظة ان يبعد الله هذا الكابوس عن جميع الناس، وعن عائلتي واحبتي…
خلاصة عام حمل في طياته الكثير من المآسي والأحزان، وانتهى بأمل ان تحمل ايامنا القادمة الفرح والأمان والسلام لوطني والعالم اجمع