يوميات عابرة (83)

 

يكتبُ الظلُّ على الأرض كلامًا لا يفهمه الضوء… ولا نحن.

***

أخذتُ ريشةً لأرسمك، تمنّعت أصابعي:

لن تجرؤ على قول التفاصيل.

***

منذ أوّل كلمة وأنا أجمع الزهر عن حافة العمر. ولم أتعب.

***

أحلامي أوسع من مساحة النوم. أخاف أغمض عيني.

***

نزع ثيابه قبل النّوم وغسل جلده، ولا مرّة غَسَل روحه.

***

ينهض الجسد من النوم… ولا ينهض النوم.

***

خرجت الشمس بغلالة النّوم

فلشت الأحلام سريرها في عيون الناس.

***

تكتبُ الشمس قصيدة النهار، فيوقّعها الليل. ونسرقها نحن.

***

ينام السرير في النهار… ويستيقظ ليلاً ليثرثر.

***

نركضُ ونتهم الوقت: سبقنا.

حقًّا سبقنا وما اهتمّ لأمرنا.

***

في كفّكِ بنفسجة تغارُ من مسامك حين يبوح العطر.

***

حين صار جسدي بيتي، أدركت تنوّع الفصول.

***

الذين غسلهم الحزن، وصلوا إلى الفرح أنقياء.

***

من يجرؤ على الصمت في حضرة المجانين يربح نفسه.

***

نحاسيّ الوجه عاش ومات. ولم نسمع له رنةً!

***

قبضوا عليه وفي كيسه كسرة خبزٍ يابسة.

­ هل ستأكلها قبل أن تتعفّن؟

***

رسم الصغير دائرة في الهواء، وضع نقطة في وسطها… سجنها.

***

منذ أجيال والمواكب تمرّ… وتمرّ.

صكوك المدينة مرايا مُحدّدة صلاحيّة استخدامها.

***

سأل الصغير أمّه:

يتكدّس الرمل فوق بعضه بعضًا… ألا يختنق؟

***

في كفّكِ بنفسجة تغار من مسامك حين يبوح عطرها.

***

في العيد: دخل دوريٌّ طاقة كنيسةٍ.

سمعَ الخوري يقول: «ارحمني يا ألله كمثل…».

قاطعه، ورتّل لحنًا مغايرًا.

نسيَ «المؤمنون» الخوري… وتبعوا الدوري.

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد