تحقيق علي داود
يحل عيدا الميلاد ورأس السنة مختلفين عن الأعوام السابقة من حيث الحزن والالم اللذان يخيمان على لبنان وانتشار وباء كورونا الذي أدخل القلق الى نفوس اللبنانيين، زد على ذلك الازمات المتتالية وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي وانهيار سعر الليرة امام الدولار وغلاء الأسعار والحديث عن رفع الدعم عن المواد الغذائية والدواء والنفط.
كل تلك العوامل دفعت بالطائفتين المارونية والكاثوليكية في مدينة النبطية ومنطقتها إلى إلغاء الاحتفالات بالاعياد واقتصار الامر على قداديس يومي العيد بشكل عادي جدا للصلاة لطفل المغارة لينقذ لبنان وشعبه من جلجلة الالام والعذاب.
الأب نمور
وفي حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام” قال رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب سليم نمور: “منذ أربعين عاما نعيش القلق في لبنان ونعيش اللافق واللااستقرار، ونطلب من سيد المغارة ان يزورنا السنة بطريقة مختلفة، أن يزورنا بمعتقداتنا ، برمزيتنا وايماننا وديننا، يزورنا بطبيعتنا وسياسيينا واهدافنا ويزورنا ليقول لنا كم نحن شعب مخدر، نسي شعبنا كل عظمته وتاريخه، تاريخنا الممتد ما قبل الفينيقيين وصولا الى زيارة يسوع المسيح الى قانا في الجنوب الى مار انطونيوس في جبيل، هذه ارض القداسة ونحن كلبنانيين نشوهها، يجب ان نعود الى الذات في هذه الأعياد ونرى الطرق التي يجب ان نمشي عليها. على المسلمين والمسيحين الجلوس من خلال العلماء من الطرفين، أي 200 شخصية، ليدرسوا أخطاء هذا العيش المشترك من اجل التلاقي، والبناء على النجاحات”.
أضاف: “نحن نجعل من لبنان ممرا الى الخارج، أولادنا يهاجروننا ويحملون يأسنا وضياعنا وقلة ادراكنا. حان الوقت كي يستفيق المواطن، يحق له أن يعيش في وطنه الذي أعطاه إياه الله نعمة. على ابن الانجيل والقران الانفتاح على الشرق والغرب”.
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: “لديكم وطن رائع ورئيس جمهورية رائع ولديكم جيش ترفع له القبعة، وعليكم الاتفاق مع بعضكم بالمحبة. في العيد، اهنىء اخواني المسلمين والدروز ، واشجع من باع أرضه ونزح على العودة لتلوين الجنوب بحضوركم.، ارجعوا الى قراكم وعيشوا مع الأرض ومع تاريخكم ليكبر بكم لبنان”.
أضاف: “قررنا في النبطية ان نقيم في العيد قداسا عاديا جدا للمؤمنين ليعيشوا عيد تجسد يسوع المسيح، البشرية تمر في مخاض عسير، عليها ان تعود الى ذاتها الى عمق انسانيتها ، للحقيقة انا أعيش في مجتمع اتواصل معه، وهناك أعياد مرت على المسلمين في المنطقة لم يقيموا الاحتفالات فيها، نحن نتعاطف معهم عن قناعة، وبدورنا لن نقيم احتفالات بالعيد”.
متى
لفت مختار حارة المسيحيين في النبطية راشد متى للوطنية انه “خلال عيد الميلاد السنة لن نرفع الزينة ولا أشجار الميلاد انما سنصلي الى الله في القداس يوم العيد ليقف الى جانب لبنان وينشله وشعبه من الألم والخطيئة”.
الأب سمعان
بدوره، قال خوري رعية بلدة الكفور الاب يوسف سمعان: “سنحتفل بالميلاد مع إمكان التباعد الاجتماعي وسنصلي الى الله لكي يرفع عن لبنان الشدائد”.
إشارة إلى أن بلدة كفروة ألغت احتفالاتها بالأعياد أيضا.
***
(*) الوكالة الوطنية للإعلام