حاضر رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أستراليا عميد كلية القديس أندراوس اللاهوتية المتروبوليت مكاريوس عن “الكنيسة الارثوذكسية وتحديات أخلاقيات بداية الحياة”، في إطار سلسلة محاضرات ينظمها معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند، لمناسبة يوبيله الذهبي. وقد نقلت مباشرة على صفحة المعهد على فايسبوك Institute of Theology.
بداية، رحب عميد معهد اللاهوت الأرشمندريت يعقوب خليل بالمتروبوليت مكاريوس وشكر له مشاركته، وبدوره، شكر المتروبوليت مكاريوس للأرشمندريت خليل دعوته الكريمة كونه المتحدث الأول في أسبوع عيد شفيع المعهد، وقدم له دعوة مماثلة لزيارة استراليا.
ثم بدأ المطران مكاريوس محاضرته بالقول: “يختار المرء أن يصل الحقيقة الإلهية المستعلنة بحياته اليومية وهي مهنة صعبة إن أخذنا في الاعتبار أننا نعيش في عالم يخترع عمدا وسائل تجرد الحياة من الانسانية ومما هو مقدس”.
وتابع: “يقدم كل دين نظام قيمه الاخلاقي بواسطة قوانين تحاول جعل هذا الربط بين العلم والايمان، بين الإنسان والالهيات، يسيرا وسهل الإنجاز. من جهتها، للكنيسة الارثوذكسية تعليمها الأخلاقي الخاص الذي يهدف كما عند الآخرين أيضا، إلى مساعدة أعضائها، كي يجمعوا بشكل سليم بين التعليم والعقائد من جهة، والأوضاع المعقدة التي تفرضها الحياة عليهم”.
وأضاف: “مع ذلك نجد اختلافات جوهرية في ما يتعلق بمبادئ أي تعليم أخلاقي مسيحي بالمقارنة مع الأخلاق المسيحية الأرثوذكسية، فالأخلاق الارثوذكسية لا تقوم على تطبيق قواعد محددة كما تنادي الأخلاق الأخرى، بل ترتكز بشكل أساسي على دعوة موجهة نحو هدف واحد، وهذا ما يسمى في لغة الآباء “التألّه”، ولا تستند الاخلاق الأرثوذكسية على “لا تفعل هذا أو ذاك من الأمور” على منوال الأخلاق الغربية مثلا، ولكن على مؤشرات مسار يسأل أولا عن الهدف والغرض من الحياة”.
وأردف: “علاوة على ذلك تعمل الأخلاق المسيحية الأرثوذكسية من خلال تطبيق التدبير بدلا من الدقة، على عكس الأخلاق الأخرى التي تلتفت أكثر الى الممارسات القانونية”.
وتابع: “إن هذه المهمة تواجه صعوبات كثيرة، أن تنوع الآراء الأخلاقية والنصائح التي لا حصر لها بشأن الحياة الاخلاقية المسيحية تصدم حتى المسيحي الأرثوذكسي الذي للاسف يبحث أحيانا عن الراحة في المبادئ الأخلاقية البديلة التي يقدمها العالم له ومن الأمثلة على ذلك قضايا اخلاقيات الحياة، وبخاصة القضايا المتعلقة ببداية الحياة ووجهات النظر اللاهوتية بشأن بداية الحياة”.
وختم: “رغم الصعوبات في تفسير بداية الحياة والتفسير اللاهوتي في الكنيسة الأرثوذكسية، تنتصر الحقيقة دوما في النهاية ولكن للاسف في مسائل اخلاقيات علم الأحياء ما زلنا في البداية”.
كما خصصت في نهاية المحاضرة فترة نصف ساعة أجاب خلالها المتروبوليت ماكاريوس عن الأسئلة عبر تطبيق Messenger المخصص لصفحة المعهد.