قررت هذا المساء فتحَ بعض المغاليق/ وللعنةٍ ما، وسْوَسَتْ لحتفي الحروف لأقرأَ ما قالت الكعبة للمنجنيق، كدت أجثو: يا نارُ كوني/ تذكرت: مسرحي الآن مقفل،
لدي كل الكلام ولا كلام
ما يرتَّل، ما لا يرتَّل
لا شئَ أكيد لدي سوى أن قلبي منزّل
مفعمٌ بالخيانة والرصانة والعشق
والرحيلِ الضليل والكثير المضلَّل
تسللت نحو قلبي..
وجدته يلعب الشطرنج؛ يبدل خيلا هنا بقلعةٍ هناك، ونبضَ الحبيب بنبض الغريب
ويفرش في الشرايين ما تيسر من مفردات
استعرت حرفا من كل مفردة وانطلقت كباشق يمارس العشق مع من تحلُّ وما لم تُحلّل
قلت بعد ذاك الخراب المدلّل:
لأُلقي خطبة للفراغ المبجّل
قد يقود الكلامَ إلى غريبين في شارع مبلل
إلى سائرين في قطار معطّل
ثمة كأس تراودني منذ سبعين مقتل
ساشربها الآن دفعة واحدة
بصحة الداخلين لحفلةِ زارٍ ومنجل
بصحة المنتظرين في معقل تعقّل
بصحة من تسرب مني ولم يخنّي
من تسلل لي كالملاك لأقتلَه أو لأُقتَل
ففي الحالتين أمضي إلى حيث لعبتي،
كأسٌ مليء بدمي وكأسٌ مليء بحنظل
حروف تمارس البغي أمام وجهي المغفّل،
لم يهدِني الوقت شالا لأستر أحرفي
هدّني العريُ والعجزُ لكنني اكتشفت:
مسرحي الآن مقفل،
ثمة صمت منذ الكرّ والفر عبلةَ والمهلهل
صمت تناسل فرّخ شعرا
يقبّل كف الولاة إذا المال أقبل
صمت تنحنح صار حدودا نشيدا ومعقل
صمت تجشأ، صار حديث الحداثة،
ما بعد بعد الحداثة
صار للصمت مفردات تقول ما لا يقوّل
تذكرت لعبتي والناسَ والحروفَ والكراسي
والمفرداتِ والدفوفَ والوحيَ المؤجل
وفجأة، قدمني هارب من قومه
كانوا يصنعون آلهة ويأكلونها
قلت: لخولة أطلال ..
ثم قدمني هارب إلى قومه
كانوا يصنعون آلهة وتأكلهم
فقلت: آن للفارس أن يترجل!
لم يصفّق القادمون إلي
ولا الخارجون مني
لم تستح الجهات
لم تشكل جملةً مفيدةً لهذا الشتات
تذكرت في غمرة العبث المحلَّل:
مسرحي اليوم مقفل.