نهر الزهراني… مياهه تُهَدر لعدم إقامة سدود على مجراه

 تحقيق علي داود

 نهر الزهراني او نهر حبوش ينبع من نبع الطاسة، طوله 25 كيلومترا، تحيط بمجراه الأشجار والمطاحن ويجتاز نزولا بشكل متعرج الحدود الملاصقة لبلدات إقليم التفاح، اعتبارا من النبع ثم حدود جرجوع فعربصاليم ليصل الى محاذاة بلدات النبطية من كفررمان، الى الوادي الاخضر، وصولا الى حبوش، حيث يقام فوقه جسر حبوش.

يمتد النهر في مجراه الذي يتسع حينا ويضيق أحيانا، حسب قربه من الأراضي الزراعية الى الحد الملاصق لحومين الفوقا، ثم عزة، وصولا الى دير الزهراني فبفروة والحجة ويصب في البحر عند جسر الزهراني من دون الاستفادة من مياهه في الشتاء ولا في الصيف لانه نهر تتدفق المياه فيه خلال تساقط الامطار، إلى أن تنضب مع أول أيار و يبقى جافا طوال فصل الصيف.

من المعروف أن نهر الزهراني، أعدت له وزارة الطاقة والمياه منذ سنوات مخططا يقضي بتخزين مياهه وجمعها خلال الشتاء، في ثلاثة سدود، الأول على الوادي الاخضر والثاني في مجراه قرب حبوش والثالث بين بلدتي جرجوع وعربصاليم، تستوعب كلها 150 ألف متر مكعب من المياه لاستعمالها خلال فصل الصيف في الري الزراعي والتنمية الاقتصادية والسياحية، حيث تنتشر على المجرى مطاحن عدة تسمى مطاحن حبوش، باتت آثارا ومعالم ثقافية وسياحية إلا أنها مهملة، ولا تلقى اهتماما من أي من الوزارات المعنية أو البلديات أو الجمعيات المختصة.

في كل عام، قبل تساقط الامطار، تقوم البلديات المحيطة بالنهر بتوسيع مجراه من الحجارة والاتربة والحصى حتى لا يفيض على جانب طريق النبطية – إقليم التفاح، كما حصل منذ أعوام والتي قطعت بتجمع المياه عليها مما تطلب تدخل الدفاع المدني لسحب المياه وفتح الطريق، بعدما أدت المياه خلال شتاء غزير الى سقوط سيارة في النهر ومقتل سائقها.

فقيه

ورأى نائب رئيس الاتحاد العمالي العام المهندس حسن فقيه في حديث إلى “الوكالةالوطنية للاعلام” أن “انعدام المياه في نهر الزهراني خلال الصيف أدى الى القضاء على الحياة البيئية، الامر الذي يدعونا لاعتماد الثقافة البيئية والمائية للحفاظ على الثروة المائية ، وإن لم نحافظ على الثروة المائية فنحن متجهون إلى أزمة مياه والحاجة تزداد للمياه لأن الطبيعة البشرية بحاجة إلى المياه بشكل أكبر، نظرا لاستخدام المياه والتصحر”، داعيا إلى “تضافر جهود وزارات البيئة والزراعة والداخلية والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني ومصلحة مياه لبنان الجنوبي ونبع الطاسة والبلديات للارشاد حول كيفية ترشيد استخدام المياه”.

أضاف: “نهر الليطاني ثروة حقيقية لنا، ونهر الزهراني يجب إقامة السدود على مجراه لجمع المياه الشتوية فيه ليعود ثروة حقيقية لنا في الزراعة والتنمية الاقتصادية والسياحية لأن اللبناني اليوم يستخدم المياه من 3 مصادر للاستخدام والشرب، وكي نستفيد من مياه الزهراني في أشهر الشح للزراعة والري ، الدولة لا تقوم باستخدام مصادر المياه بشكل ملائم او مناسب، وعلى الدولة تنظيف نهر الليطاني ومعاقبة ملوثيه بمياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية والصلبة. نحيي المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التي تقوم بواجبها على اكمل وجه، لكن للأسف الشديد نحن في ازمة مياه كبرى”.

نعمة

ولفت رئيس بلدية حبوش الدكتور علي نعمة إلى أن “البلدية عمدت إلى تنظيف مجرى النهر من الرواسب والاتربة والحجارة حتى لا يفيض شتاء على طريق حبوش وعربصاليم ويقطعها كما حصل منذ أعوام، فهذا النهر في وجداننا ووجدان أجدادنا وآبائنا وأهلنا أيام العز يوم كانوا يزرعون القمح بمحيطه ويطحنونه في مطاحن حبوش. ومن المعلوم ان هناك مخططا لاقامة السدود في 3 مناطق على النهر، لم يجر تنفيذها والسبب كما هو معروف الأوضاع التي يمر فيها لبنان”.

حلال

وقال مختار حبوش حسين حلال: “الزهراني، نهر يمكن الاستفادة من مياهه الشتوية في الصيف في التنمية الزراعية والاقتصادية وضخ الروح في المنطقة المحيطة به في البلدات التي يجري في محيطها في منطقتي النبطية وإقليم التفاح، من هنا نجدد دعوتنا لوزارة الطاقة والمياه إقامة السدود على نهر الزهراني لتخزين مياهه الشتوية فيها واستعمالها في الزراعة وفي التنمية الريفية والاقتصادية والزراعية والسياحية”.

***

(*) الوكالة الوطنية للاعلام 

اترك رد