لاقى أكثر من 600 مهاجر غير شرعي حتفهم منذ بداية العام قبالة الشواطئ الإيطالية، ولم تسهم مذكرة التفاهم بين ليبيا وإيطاليا في وقف هذه المأساة، في ظل فشل الجانب الليبي في السيطرة على الهجرة غير الشرعية.
في بداية العام 2019 تم تجديد مذكرة التفاهم التي وقعتها إيطاليا مع ليبيا في الثاني من شباط 2017، لاسيما أنها أسهمت في الحد من أعداد المهاجرين الوافدين والوفيات في البحر بين 2017 و2019. تم تعديل الاتفاقية بهدف تشجيع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على المشاركة في شكل أكبر في تعزيز المساعدات المقدمة للمهاجرين، وتحسين أوضاع مراكز الاحتجاز في ليبيا.
وقال النقابي البارز في الكنفدرالية العامة الإيطالية للعمل CGIL أنسو بارتسيالي في مقابلة أجرتها معه “الوكالة الوطنية للأعلام”: “قررت الحكومة الإيطالية الاستمرار في مذكرة التفاهم الموقعة مع ليبيا العام 2017، ولكنها اعتزمت العام 2019 العمل على تحسين المحتوى بإعطاء مزيد من الاهتمام لمراكز المهاجرين وأوضاعها. الاتفاقية في البداية أسهمت في التقليل من أعداد المهاجرين، لكنه منذ بداية العام المنصرم استمر توافد النازحين في شكل ملحوظ، ويعود ذلك للصراعات الداخلية في ليبيا وفقدان السلطات السيطرة على الهجرة غير الشرعية”.
وأضاف: “شمل التعديل دعم قدرات السلطات الليبية، في تقليل أعداد المهاجرين في شكل كبير، وكذلك الوفيات. قد يكون تخفيض نسبة المساعدات الإيطالية سببا لوقف نشاطات قوات حرس السواحل الليبية، وبالتالي زيادة رحلات الهجرة ومآسي البحر واستمرار تدهور الأوضاع في مراكز المهاجرين”.
وذكر بارتسيالي أن المادة الثامنة من مذكرة التفاهم تنص على تمويل إيطاليا مراكز الاستقبال الليبية، رغم أنها في الواقع عبارة عن مراكز احتجاز، حيث أن ليبيا تعاقب المهاجرين غير الشرعيين بالسجن. كما توفر إيطاليا أيضا مساعدات الرعاية الصحية والأدوية، وتدريب الفرق الليبية العاملة في المراكز”.
من جهته، هاجم وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني السلطات الإيطالية “لأنها غير قادرة على السيطرة على توافد المهاجرين لإيطاليا الذين تتزايد أعدادهم ثلاثة أضعاف نسبة للعام الماضي. بالأمس، انتشلت شرطة السواحل الليبية 40 جثة لمهاجرين غرقت مراكبهم قبالة سواحل مدينة الخمس الليبية، وتتواصل حتى الساعة عملية انتشال بقية جثث الغرقى”.
وقال الصحافي والكاتب الليبي نوري محمد الشيباني في اتصال مع “الوطنية” في روما: “فرق إنقاذ السواحل انتشلت 62 جثة لمهاجرين، والجثث لا تزال تطفو على الشاطىء بصورة مستمرة.
وختم الشيباني: “الوضع المأسوي في المتوسط دفع قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، خلال صلاة أقامها لهذه المناسبة إلى الاهتمام بالمهاجرين، ضحايا ثقافة الاستبعاد، والذين هربوا من نزاعات بأسلحة صنعت في الدول المتقدمة. وقال الحبر الأعظم: الله يدعونا لوضع الخير موضع التنفيذ تجاه المهاجرين، وأن يستعيدوا إنسانيتهم، وكذلك إنسانيتنا، وألا نترك أحدا وراءنا”.