تحقيق ايمان سلامة
تشهد محافظة لبنان الجنوبي ارتفاع وتيرة أزمة فقدان طوابع فئة الالف ليرة لبنانية القديمة الجديدة، ويعمل المخاتير في سرايا صيدا على تسيير معاملات المواطنين عبر استخدام طوابع من فئة 100 و250 ليرة كبديل وحل مؤقت عن فئة الالف المفقودة التي تنذر كميات توافرها المحدودة في الأيام القليلة المقبلة بتوقف المخاتير عن إنجاز المعاملات لطالبيها وتعطيل متطلبات شؤونهم الرسمية، اذا لم يتم وضع حل جذري لهذه الأزمة.
عنتر
واكد رئيس رابطة مخاتير صيدا ابراهيم عنتر، في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، “أن أزمة فقدان طوابع فئة الالف في عملنا كمخاتير لا تؤثر علينا، لان طوابعنا موجودة معنا، انما الخاسر الأكبر هو المواطن الذي تتوقف أموره الحياتية بفعل فقدان طابع فئة الالف ليرة الخاصة بمعاملاته”.
وقال: “لم نعط اي تفسير أو تبرير من الإدارة لعدم توفر هذا الطابع في وزارة المالية”، مشيرا إلى أنه “تم منذ فترة طباعة 5000 دفتر للطوابع ولكنها لم تلب حاجة الناس، وكان يجب الحاقها بطباعة كميات أكبر نظرا لأنها الفئة الأكثر استعمالا في الوثائق والمعاملات”.
أضاف: “اليوم يتوفر لدينا طابع الخمسة آلاف ليرة، ولكن السجل العدلي لا يقبل استبدال طابع الالف بغيره حتى ولو رضي المواطن بدفع الف ليرة زيادة تكلفة الطابع البديل”.
وتابع: “رغم أن أزمة فقدان طابع فئة الالف هي على مستوى جميع محافظات لبنان، إلا أنها، في مدينة صيدا التي تشكل مركزا حيويا وملتقى للجميع من الجنوب والجوار ونتيجة الكثافة السكانية، تؤدي إلى تراكم المعاملات الواردة الينا”.
ورأى “أن هناك تقصيرا من الجهات المعنية، خصوصا وأن الطوابع مصدر توفير جباية مداخيل عالية لخزينة الدولة اللبنانية عبر صندوق المالية”، متسائلا عن “سبب هذا التقصير رغم انتفاع الدولة بتكاليف بسيطة جدا من حيث سهولة طباعتها غير المعقدة وليست كطباعة الأوراق النقدية”.
وقال: “تسلمنا من المالية طابع فئة ال250 ليرة الذي تم توفيره حاليا من مناطق أخرى ولكنه يكفي لسد حاجتنا ليومين فقط. اذا لم يكن هناك إصرار من المعنيين بطباعة وتوزيع طابع فئة الالف على مراكز المالية فاننا ذاهبون باتجاه السوق السوداء التي تستغل الناس ببيع طابع ال100 ليرة بالف ليرة. عدد من المواطنين اخبروني أنهم اشتروا بالامس اربعة طوابع من فئة الالف بعشرة الاف ليرة، مشيرا الى ان “هذا الاستهتار يفتح الباب أمام المحتكرين لابتزاز المواطن”.
اضاف: “على الدولة القيام بدورها لتأمين مداخيلها وخدمة المواطن، خصوصا وأن هذا الطابع يطبع في مطابع الجيش اللبناني، والمبلغ مرصود في الميزانية ولا يتطلب تكلفة بالدولار، بل كل ما يلزمه تواقيع بعض المسؤولين”.
وتابع: “نحن اليوم كمخاتير نرفع صوتنا كي يصل الى المعنيين من اجل عدم توقف اجراء معاملات المواطنين من مستندات ولادات وزواج وغيرها. فالناس تلجأ الى المختار لانه الاقرب اليها وهو صلة الوصل بينها وبين الدولة ومؤسساتها وبابه مفتوح للجميع. انطلاقا من هذه الصلة التي تجمعنا، واجبنا ايصال وجعهم للمسؤولين”.
وختم: “اذا لم نلمس من الدولة حلا لهذه المشكلة في الايام المقبلة، سنتحرك ونصعد عبر الاعتصامات والتوقف عن العمل في سبيل الضغط والمطالبة بالاسراع في ايجاد السبل الآيلة لخدمة المواطنين”.
عبود
من جهته، قال مختار حي القناية في صيدا سليم عبود والمسؤول الاعلامي لرابطة مخاتير المدينة: “اليوم، نحن في حالة استنزاف، لاننا نضع طوابع فئة المئة على المعاملات بدلا من فئة الالف ما يعني ان اي مستند يستلزم طابع الالف يعادله لصق عشرة طوابع فئة المئة، وإذا توافر طابع ال250 نستعيض به عن المئة، ونطلب من صاحب المعاملة تأمين الطوابع اللازمة لمعاملاته بنفسه”.
وأعلن ان أزمة فقدان الطوابع باتت كبيرة، في نقاط البيع داخل السرايا، وان وجدت في الخارج فهي مكلفة”، وقال: “لم نعد قادرين على الاستمرار على هذا المنوال”.
وطالب عبود محافظ الجنوب منصور ضو وعبره وزارة الداخلية والدولة “بمساعدتنا للخروج من هذه الأزمة التي تجاوزت أمور معاملات المخاتير وتعدتها الى معاملات المواطنين القضائية والصحية والاقتصادية والمالية وغيرها من الإدارات”.
***
(*)الوكالة الوطنية للاعلام