تحقيق حنان نداف
يشكو أصحاب أراضي الزيتون وضامنوها والمزارعون في قرى شرق صيدا ومحيطها، من شح في الموسم، وسط ارتفاع سعر صفيحة الزيت نتيجة غلاء الاسعار.
وعلى الرغم من انه منتج محلي، إلا أن عوامل عدة رفعت سعر تنكة الزيت فأصبح يراوح بين 400 و600 ألف ليرة، في وقت كان يراوح في العام الماضي بين 150 و200 الف ليرة، ومن بين هذه العوامل ارتفاع سعر الاسمدة الزراعية التي يتم شراؤها بالدولار، فيما تضاعفت اجرة العمال وجرار الفلاحة وصولا إلى كلفة عصر الزيتون. أما غالونات التعبئة فأصبحت تباع بـ16 الف ليرة بعدما كان سعرها قبل ارتفاع الدولار ما بين 4000 و8000 ليرة.
عيسى
ويقول المزارع سعيد عيسى الذي يستثمر قطعة ارض لشجر الزيتون في محيط بلدة البرامية، إنه ليس مستغربا أن يصبح سعر تنكة الزيت بين 400 الف و500 الف ليرة، على الرغم من انها زراعة محلية، ولكن ارتفاع كلفة الانتاج من مواد ويد عاملة وعصر زيتون دفع بالمزارعين الى رفع السعر والا يصبح الموضوع فيه خسارة علينا. وهناك العديد من المزارعين فضلوا عدم الاستثمار هذه السنة، نظرا لنسبة الخسارة التي قد تلحق بهم، والاسمدة نشتريها بالدولار وهي غير مدعومة، كذلك الموسم غير واعد هذه السنة بالاضافة الى عامل الطقس”.
أضاف: “لا ننسى موضوع الحرائق التي أتت على مساحات من أشجار الزيتون، في محيط صيدا والجنوب عموما، وبطبيعة الحال كلما شح الموسم ارتفع سعره”.
خوري
ويرى جان خوري، صاحب أرض زيتون في بلدة مغدوشة أن “الإقبال تراجع هذا العام على شراء زيت الزيتون، بعد ارتفاع سعر التنكة بحيث تتراوح بين 550 و600 الف ليرة، فمن اعتاد مثلا أن يشتري تنكتين كل عام أصبح يشتري تنكة واحدة، واكثر من ذلك هناك عائلات تتقاسم التنكة، فالثمن باهظ مع تراجع القدرة الشرائية، ولكن نحن مضطرون الى ذلك مع ارتفاع سعر الدولار وسعر كلفة المواد التي تدخل في زراعة وانتاج زيت الزيتون”.
أضاف: “في مقارنة بسيطة، غالون الزيت النباتي خمس ليترات اصبح سعره 85 الف ليرة فكيف بتنكة زيت زيتون بلدي 16 ليترا؟”.
سعد
ولفت رئيس بلدية البرامية جورج سعد إلى أن “موسم الزيتون غير واعد هذه السنة بسبب تردي الاوضاع، وتفلت سعر الدولار رفع سعر تنكة الزيت، لكن المواطن الذي لا يستطيع التخلي عن هذا المنتج الذي يعد من اساسيات كل بيت، سيجد نفسه امام عبء دفع سعر التنكة، ما سيدفع بالعديد من العائلات الى خفض حاجتها من الزيت، بدل شراء تنكة تشتري نصف تنكة، حتى ان البعض يعمد الى خلطه بالزيت النباتي بسبب ضيق الحال، وبعدما اصبحت القدرة الشرائية للمواطنين شبه معدومة في ظل هذه الاوضاع”.
إشارة، إلى أن أراضي الزيتون التي تقع في قرى شرق صيدا – الزهراني تعد من الاراضي الكلسية او ما يسمى بالأرض البيضاء، وبالتالي يعد زيت الزيتون المستخلص من حباته من أجود أنواع الزيت وأهمها.
***
(*) الوكالة الوطنية للاعلام