يوميات عابرة (70)

هاجرتْ ذاكرتي وما أخذتني معها.

صرت غريبًا.

***

تُقمّرُ النار الرغيف، ولا تسدّ جوعها بلقمة منه.

***

قبل الكلام وبعده تُتّخذ المواقف:

ردّ فعلٍ من دون فاعل.

***

الخوف من ممارسة الحريّة يقتل الديمقراطيّة.

***

تَذَكُّر غياب الكبار، يهزم من ظنّوا أنفسهم «أحياء».

***

تذهب الجماعات إلى الحرب بحماسة،

وتهرب من النار بحماسة أكبر.

***

الألوان ليست كلّها مشرقة، ولا كلّها قاتمة.

ناقد البصيرة يجزم: لا فرق.

***

كبار النفوس يطلبون محبّةً… لا طاعة.

***

التواضع من دون مذلّة هناءة للعقل… تواضعوا.

***

النجمة قبلة نهاريّة على خد ليلٍ… تكاد تفضحه.

***

فجائية الرغبات جلدت جسمي بالكتمان… وكتمتُ.

***

تمشط الريح شعر الشجر، والأرض تتعلّم تهجئة أحرف الغبار.

***

كتّابُ المدائح يقرأون الليل نهارًا… ولو من دون قناعة.

***

مع تسارع النبض المتوتّر، يتخذ الحوار شكلاً جديدًا.

***

الحقيقة القاسية تُقرأ من بعيد

… والبُعد؟ يبدّد الألم.

***

يغيّر التاريخ أبطاله ولا يغيّر مبتغاه.

***

ليس الحدث نعاسًا. وما طرق بابًا إلا وغفا على عتبته.

***

حين يُشدُ الجَرَسُ من رباطه يصرخ.

تفرح الناس لوجعه وتصفق.

***

ولا مرّة دخل القهر بيتًا، إلا وكان سقفه قد سقط.

***

ثابت النظرات لا يبحث عن بذور للأحلام.

***

رمى حجرًا في بركة فاضطرب الماء.

فرح الرامي وخبّر: غمزتني.

***

راسم الشكل يخاف تفضحه رغبة، حرص على كتمانها.

***

الساعة لا تحدّد الوقت. الوقت اختارها ليحدد حضوره.

***

للفضاء عيون تغمز مرّات… ومرّات تبكي: «لم أقصد ذلك».

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد