وتَرُوحُ الأَيَّامُ!   

 

  مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

(لِمُناسَبَةِ رَحِيلِ الأَدِيبِ الصَّدِيقِ الدّكتُور أَنِيس مُسَلِّم)

 

 

حَبَّةٌ أُخرَى مِنْ عِقْدِ الرِّفاقِ النَّظِيمِ تَهوِي…

فَتَهمِي لِوَداعِها دُمُوعٌ عَصِيَّات.

إِنَّهُ أَنِيس مُسَلِّم.

عَزِيزٌ جَمَعَنِي بِهِ الحَرْفُ، وآلَفَتنا المَحَبَّةُ الخالِصَة.

صَدِيقِي…

نَجْمَةً كُنتَ في سَماءِ الأَدَبِ، فَخَبَتْ، ومَرِيرٌ أَنْ تَخْبُوَ النَّجَمات.

حَسبُنا مِنكَ، والنَّأْيُ كَأْسٌ لا مَناصَ مِنها، ذَخائِرُ مِنْ ذِكرَياتٍ دَوافِئَ، تُرافِقُنا في مَسِيرَةِ الغُرُوب…

رَحمَةُ اللهِ عَلَيك!

قَد عَرَفناكَ في الحَياةِ فَعُولَا،                  تُخرِجُ البَدْعَ ساحِرًا مَصْقُولَا

يا نَجِيَّ الرِّفاقِ يَشتاقُكَ          ــــــــــــ     الصَّحْبُ صَدِيقًا مُؤَانِسًا مَسؤُولَا

غِبْتَ عَنَّا، لكِنْ سَتَبقَى نَسِيمًا،                في صَباحاتِنا، شَذِيًّا عَلِيلَا

ويَدُومُ التَّذكارُ يَأتِي إِلَينا                      حامِلًا مِنكَ طَيْفَكَ المَأْمُولَا

يا أَنِيسَ اللِّقاءَاتِ إِنَّا سَئِمْنا                   صُوَرَ الرَّكْبِ تَختَفِي، والرَّحِيلَا

كُلَّما خَفَّ فارِسٌ عَن حِمانا،                  خَلَّفَ الشَّجْوَ في حُدانا مَهُولا

وتَرُوحُ الأَيَّامُ تَتْرَى فَنَطْوِي الصُّبَحَ     ــــــــــــ     في حَسْرَةٍ لِنَلْقَى الأَصِيْلَا!

اترك رد