يوميات عابرة (65)

 

 

كلّما شممتُ شواء لحم،ٍ

تحسّستُ جسدي بأصابع مرتجفة.

***

مهما امتلأت زوايا البيوت

تظلّ فارغة من رائحةِ جسدٍ.

***

منذ أوّل الخلق، والظلام ما بدّل ثيابه.

***

اختلف النهار والليل على نَسَب الرماد:

­ من أيٍّ منّا أخذ لونه؟

***

حين تكثر الأفواه المتكلّمة في وقت واحد،

تصاب الآذان بالطرش.

***

يحرق الحزن الدمع، فيأكل ذاته كي لا يصبح رمادًا.

***

آخر الليل أوّل النهار، لا يلتقيان على مودّةٍ تجمع.

***

يصل الظلام فيقولون هبط… ولا ينظرون إلى فوق.

***

رَسَمتُ ابتسامة ونسيت أن أرسم الشفتين.

***

في فتحةِ كلِّ نافذةٍ عين ترمش… ولا تفصح.

***

ما رسَمتُ امرأة إلا وصارت ريشتي جسدها.

***

وقار الشَعرِ الأبيض كذبة بحاجة إلى من يصدّقها.

***

ويح الضباب: يثير ولا يستر.

***

بين العين والعين غيرة.

الاثنتان أصيبتا باللهفة ذاتها.

***

لحظة تستيقظ الذكريات، يهرب الصمت من تلقاء ذاته.

***

لا تُلبِسِ الأحلام جسدًا… لتظل حرّة.

***

يَلبس الهمس قلقًا، لا تبدّده زوغة العيون.

***

ننسب إلى الكلام ما ليس فيه، ونظلمه حين نرميه بالتهم.

***

البحر صحراء المدن… ولم تنصب فيها خيمة.

***

يتقن الوقت الدوار حولنا… حتّى يسقطنا من ذاتنا.

***

ترسم المخيلة رغباتها حرّة، وتفقأ حصرمة في مسام الشفتين.

***

قال: خرجت من معطفها… وما كانت تلبس غير جسدها.

***

مهنة الرسّام اصطياد المُتع، ويتّهم باللعب بين الألوان والخطوط.

***

تنسحب القصائد من الورق

لتلعب غمّيضةً مع الأحلام.

***

الوقت يتّسع لكل شيء، ولا يتّسع لذاته.

 

 

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد