البقاع الشمالي أرض خصبة للنباتات المستخدمة في العلاجات والأطعمة

 

 تحقيق جمال الساحلي

 

يعتبر استخدام النباتات الطبية والعطرية تقليدا في المناطق اللبنانية كافة، وقد شكلت هذه النباتات مصدرا للمواد الخام المستخدمة في المأكولات والعلاجات والأدوية الشعبية والعديد من الحرف والصناعات، وتمثل مصدر دخل إضافيا للمجتمعات الريفية، وخصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر فيها لبنان.

وساهمت عوامل التنوع الجغرافي الذي تتمتع به منطقة البقاع الشمالي وتنوع المناخ في تنوع الإنتاج المحلي من أعشاب وزهور ومواد طبية عادت لتأخذ حيزا مهما من الاهتمام إذ تكاد لا تخلو منطقة من صنف مميز تشتهر به، فيما تشكل الأعشاب التي تدخل في مجال تحضير الزهورات الصالحة لمكافحة الرشح كالبابونج قاسما مشتركا لسائر البلدات”.

وتشتهر بلدات السلسلة الشرقية بالزعتر الذي ينتشر على التلال ليجمع ويطحن بعد تنقية الأوراق ويضاف إليها السماق والسمسم وصولا إلى زعتر صالح للاكل وجبة أساسية تكاد لا تخلو منه وجبة فطور او عشاء، بالاضافة إلى العديد من النباتات والأزهار التي تزخر بها التلال المجاورة.

وأجمع مواطنون على أهمية إكليل الجبل الذي ينتشر في تلال السلسلة الغربية ليستعمل في العديد من العلاجات والصناعات الغذائية دواء وغذاء، وأكدوا إقبال العديد من المستثمرين إلى استغلال مساحات واسعة من الأراضي وخاصة في تلال السلسلة الغربية لجمع أجود أنواع الأعشاب والزهور ونقلها ليتم بعدها تصنيعها وتوضيبها كمنتج طبي لمختلف الأمراض والعلاجات.

الزعفران نبات دخل حديثا إلى المنطقة يمكن زراعته في الأراضي الصخرية وهو نبتة لها ميزات عدة في الاستعمالات العطرية والأدوية الجلدية والكريمات ، شجع أحد أطباء القاع على زراعته لاستعمالاته الواسعة وبخاصة في المجال الطبي دواء منعشا ومهدئا يدخل في العديد من الصناعات الطبية والعطرية وفي تصنيع اصناف أدوية للعين والمعدة.

أحد المواطنين اتجه نحو الصناعات الدوائية حيث يعمل على تقطير الزهورات والنباتات لينتج منها أصنافا عدة من نبات الزلوع وفوائده الجنسية إلى تحويل بعض أصناف الفواكه وفي مقدمها التفاح إلى خل طبيعي وعصائر متنوعة بدائل عن تلك المصنعة، بالاضافة إلى نبات الزعرور المتوفر بألوان واشكال مختلفة، له العديد من الاستعمالات لمعالجة أمراض السكري والمسالك ويدخل أيضا في صناعات غذائية عدة.

وترى شبانا يجوبون شوارع الهرمل حاملين أكياسا متنوعة من نبات السماق وهي عشبة تنتشر في الأراضي الجردية لأجود أصناف وأوسع استعمال، وبخاصة في المجال الغذائي بالاضافة إلى ما تجود به الطبيعة من أصناف الأعشاب الصالحة للاكل والتي أضحت مقصد الأهالي، لفوائدها الصحية والغذائية.

كما يعمل على تقطير الزهور والورود للحصول على ماء الزهر وماء الورد. وهناك زراعة التوت البري ذي الفائدة الصحية والغذائية والصناعية وبالتالي المادية لاستعماله في بعض الأدوية.

ويؤكد أحد المواطنين أهمية أوراق الزيتون التي يتم جمعها واستعمالها وقاية وعلاج لأمراض السكري والضغط والشعر والأسنان.

ولفت أحد المهندسين الزراعيين إلى غنى المنطقة بعشرات الأنواع من الزهور والنباتات الصالحة لصناعة العطورات والزيوت العطرية، معتبرا أنه يمكن استقدام زراعات أخرى لغايات صناعية وفي مقدمها الصابون وذلك من خلال التركيز على الغار وهي أعشاب معمرة لها فوائد عدة، ويبقى الاساس الحرص على أسس وشروط الحفظ للوصول إلى أفضل النتائج بعد الجني في الوقت المناسب.

وأكد مواطن آخر أن سهول المنطقة وروابيها كانت دائما المرعى المناسب للأغنام والماعز لتكتمل معها دورة الحياة وتأمين اللحوم والألبان والاجبان ومشتقاتها لعيش آمن في مواجهة التحديات والصعاب.

بكلمة، خلق الله الانسان وخلق له كنوزا طبيعية إذا عرف كيفية استغلالها أغنته عن الأدوية والأطعمة المصنعة.

***

(*) الوكالة الوطنية للإعلام

اترك رد