الدكتور علي مغنية اختصاصي في طب الألم: هدفنا إلغاء الألم من جذوره

 

تحقيق أميمة شمس الدين

يعتبر طب الألم من أحدث الفروع في الطب الحديث، فقد ارتأى العلماء ضرورة تطوير سبل علاجية جديدة من شأنها أن تريح المريض من آلامه كحل نهائي، عوضا عن المسكنات. وعلى الرغم من معاناة الإنسان الطويلة مع الألم منذ القدم، فإن طب الألم يعتبر من التخصصات الحديثة، يعنى بدرس الألم ومعالجته كمرض وليس فقط كعارض لأمراض أخرى، ويهدف إلى تخفيف معاناة المريض وعائلته بشتى الوسائل الممكنة.

في هذا السياق رد الدكتور علي مغنية، اختصاصي تخدير وإنعاش وطب ألم، على مجموعة من الاسئلة عن هذا الفرع الحديث من الطب ودواعي استعماله وأهمية الاستعانة به.

فشرح أن “هذا النوع من الطب يهتم بمعالجة شتى أنواع الأوجاع التي قد تصيب جسم الإنسان. و يمكن تقسيم هذه الآلام إلى نوعين أساسيين: الألم الحاد والألم المزمن. الألم الحاد Acute Pain هو الألم المتأتي عموما من الخضوع للعمليات الجراحية. وهو يصيب المريض ويمنعه من التحسن بسبب عدم قدرته على التحرك بحرية ليتماثل للشفاء. أما الألم المزمن Chronic Pain فيشمل مختلف الأوجاع التي ترافق الشخص لمدة طويلة تزيد عن الثلاثة أشهر”.

وأوضح أن “الألم المزمن يشمل كل أنواع ديسك الرقبة وديسك الظهر، وأوجاع الرأس المزمنة والشقيقة والتشنجات العضلية، بالاضافة إلى Postsurgical Inflammation Pain، أي الألم الناجم عن التهابات ما بعد الجراحة كما يشمل الآلام الوهمية بعد الجراحة Phantom Pain، بالاضافة إلى الآلام السرطانية وحتى آلام الإصابات الفيروسية مثل زنار النار. وهذه الأوجاع كلها تستدعي مقاربات متعددة الأوجه للحصول على النتيجة المطلوبة”.

ولفت إلى أن “طب الألم يعتمد على مقاربة متعددة الأوجه Multidisciplinary Approach، بحيث لا يتم التعامل مع الألم كألم بحت، عبر إعطاء المسكنات والعقاقير لتسكين الوجع لفترة، وإنما يتم التركيز على إلغاء الألم من جذوره، بالاضافة إلى بعض العلاجات الـ Invasive، مثل Nerve Block أي تنويم العصب لإراحة الدماغ مما يسبب الألم المتواصل. لذلك لا بد من الارتكاز على المقاربة النفسية، عبر تفهم المريض وتصديق ألمه والاستعانة ببعض أنواع أدوية الاكتئاب لمعالجة الألم المزمن. كما تتم الاستعانة بمختلف العلاجات الفيزيائية حتى السباحة”.

إشارة إلى أن الدكتور مغنية درس الطب العام 6 أعوام، ثم تخصص في التخدير والانعاش. بدأ العمل في التخدير والانعاش منذ العام 2007. حصل على دبلوم باستخدام الإيكو في تخدير الأعصاب الموضعي من كلية الصحة في الجامعة اللبنانية، دبلوم في علاج الألم الحاد والمزمن من جامعة “باريس ديكارت”، ودبلوم طب ألم تداخلي من جامعة “مونبلييه”، بالإضافة إلى العديد من الدورات المكثفة وورش العمل في مختلف أنحاء العالم في علاج الألم المزمن واستخدام التقنيات الحديثة في تحديد الأعصاب والوصول اليها.

***

(*) الوكالة الوطنية للإعلام

اترك رد