الفنانة الأميركية اليابانية جانيس نكاشيما : فلسطين على علاقة بعملي «بعيداً عن الوطن»

 

 

ولدت الفنانة الأميركية اليابانية «جانيس نكاشيما» Janice Nakashima في كاليفورنيا، وتهتم بالعدالة الاجتماعية من خلال الفن والتراكيب البصرية التي تتميّز بالقدرة على التوازن في المعنى الداخلي والخارجي، والقادرة على بث الإثارة البصرية خاصة فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، والمخاوف الإنسانية الأخرى كالنزوح والتهجير والكوارث التي تنتج عن الحروب، وتسمّى بالأضرار الجانبية، التي تصيب الإنسان بالأزمات، لهذا نجد في أعمالها الكثير من المعاني الإنسانية، وضمن المعايير الفنية من تناقض وتضاد ورؤية خاصة تدمجها مع النظرة الفيزيائية التي تتفاعل مع المقاييس بروحية كبيرة تجمع من خلالها الرؤية الإنسانية بالعمل الفني المحاكي للإنسان أولا، ومع الفنانة الأميركية اليابانية جانيس نكاشيما أجرينا هذا الحوار.

الفنانة جانيس نكاشيما

 

غالبا إن لم أقل دائما يتم تركيزك على العدالة الإجتماعية وجانب شخصي يركز على الحياة الداخلية، لماذا؟

  • أعتقد أنني مثل معظم الناس، أي أنني أهتم بما يدور من حولي، وبسبب ذلك، فقد أهتممت بالناس، ومنذ طفولتي، أردت أن يحظى الناس بالسلام، وما استمتعت به عندما كنت طفلة بمنزل وطعام جيد وعائلة محبة. وعندما بدأت أرى كيف كان هناك الكثير من الكراهية والتمييز والحرب في العالم، بدأت في استكشاف الطرق لمشاركة مخاوفي من خلال أعمالي الفنية على سبيل المثال، أثناء غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق، أصبحت أكثر وعيا بالأعداد الكثيرة من اللاجئين الموجودين في العالم، كما علمت بالظلم الذي حدث للفلسطينيين، فاستطعت تركيب قطعة فنية عن محنة اللاجئين حول العالم، ويُعرف هذا التركيب الفني باسم «بعيداً عن الوطن» ويتضمن سبعة أجهزة فاكس مصغّرة لمخيمات اللاجئين من الفلسطينيين إلى الكونغو، وكذلك جنوب أميركا، وأفغانستان والعراق على مرِّ السنين، قمت بتغيير هذه القطعة الفنية لتشمل قطعة سورية أيضاً.

الجزء الآخر من سؤالك له علاقة بالحياة الداخلية، أنا منذ وقت طويل من محبي الطبيعة والسفر وتسلق الصخور وحب البيئة، هذا كله جنبا إلى جنب مع ما يجري في العالم جعلني الى حد كبير منطوية على أعمالي الفنية التركيبية والتي تمنحني الكثير من الأجوبة على تساؤلاتي المتعلقة بالطبيعة وأيضا بالعدالة الاجتماعية.

لوحة لجانيس نكاشيما من مجموعة متحف فرحات

 

 الإنسانية والفن، هل هناك رؤية روحية خاصة هي تجربة حيّاة مصورة في أعمالك الفنية؟

  • أنا لا أخطط حقا لما سيراه المشاهد في عملي، ولا أعرف ماذا ستكون الرؤية بالنسبة لهم أو ماهية هذه الرؤية لهم، رؤيتي الشخصية هي شيء لا يتم تشكيله بشكل جيد دائما، عادة ما تصبح أكثر وضوحاً عندما أعمل على القطعة، أبدأ برغبتي في «قول» شيء عن الموضوع، سواء كان حزني على تجربة اللاجئ في عدم امتلاك منزل، أو تجربة الضوء والظلام في غابة من الأشجار. أنا أعمل من المواد سواء كانت طلاء أو قطع من الأسلاك أو الخشب وأرى ما يمكنني صنعه. في سلسلة «البعيدة عن الوطن» (اللاجئون) كنت على معرفة أنني أريد أن يكون لديّ قفصين محتجزين حول «المخيمات» لتمثيل نوعين من السجن…

لوحة لجانيس نكاشيما  من مجموعة متحف فرحات

 

القوى المادية والاجتماعية والسياسية التي تسبب النزوح، وأشعر أنني لست بحاجة إلى إنشاء رسالة عاطفية عن ذلك، كما أني أعتقد أن المشاهد يمكن أن يجد الإستجابة العاطفية داخل نفسه.

أما عن مثال آخر للرؤية الروحية التي يمكن التعبير عنها فسأتحدث عن لوحات «الغابة»، كنت أفكر في مدى غموض الغابة بظلامها وأماكن الضوء، قد لا يكون لديّ رسالة شخصية تتضمنها أعمالي، لكنني أردت أن أرسم هذا الغموض، باختصار هذه رؤيتي الروحية الغموض الذي اعترف به.

***

(*) اللواء 04 آب 2020.

اترك رد