في الكلام على الأحبّة، تُسابق اللهفة القلم. يغريها بصمت الذَهبِ.
إقرأ… وليس بالشفتين.
في القلب أغمار محبّةٍ لرغيفٍ من زمنِ زرعٍ، والزارع فلاّح موج في بحرٍ تلوّن بزرقة السماء.
هو الثائر؟ في وجه مَن؟
تغلب كلود أبو شقرا السؤال بجواب من حبرٍ وحبٍّ وشغفِ كلامٍ تكوّم.
صارت البيادر تشبهه.
اتضحت الصور: آتية من زمنِ الجمالات، مولودة بالألم المطهّر من غبار الحياة.
هكذا أرادها «الجوهرجيُّ»: جورج شامي.
سبقه القلم إلى أعراسٍ، شَهِدتُ بعضها، وهذا حظّي.
ذقت «ملبّسات» نصوصٍ هي في الأبهى من حكاياتٍ، كان الزمن بكلّيته لها. واستحقها.
كلود الصحافيّة المشرقة، وصلت والأعياد تترابط بعضها ببعض. شاركت في الاختيار، ذاقت، قدّمت ما قرّبنا من فرح… وحين انتهت من جمع أقراصِ الكلام، بنت لها قفيرًا من ورق وحبر. رسمت على باب القفير صورة أدبٍ كان في زمنه مغايرًا… وما زال.
قدّمت غلالاً منه.
الزمن الذي نحن فيه، نراه بأمسّ الحاجة إلى نبض حياة، تُتوّج بالأنقى من الفكر، وبالأبهى من مصاغ جواهر المعاني والكلام.
«إضاءات ملوّنة»، واللون بعض عشقٍ في صفاء فكرٍ وروحٍ. تحوّلا كتابًا مزنّرًا بأملٍ هو من صفات الكاتب الذي لا يشبه إلا ذاته.
«الأمين – الريحاني» مَسح بطيب القلم مفتاح الباب. ومن دخل «الكتاب الجديد»، ما عاد غادره إلا وفي نفسه من شميم الفكر والرؤى والجمال ما يكفي… ليتأكد أنه لم يغادر الزمن الذي أعطاه جورج شامي كلّ ما اكتنز من تجارب معارف، ومودّات أيام النقاء.
***
(*) ثائر زرع الأمل (إضاءات ملوّنة على فكر جورج شامي)، 222 صفحة من القطع الوسط. مقدّمة من أمين الريحاني، غلاف حسن جوني.