الأعمى و العصا…ونُكرانُ الجميل…!

كَيفَ للأعمى أن يَكسِرَ عصاه إذا ما عَادَ إليه ِ البَصَرُ..!؟!؟!

قِلَّةُ الوَفَاءِ ، مَذهَبُ الضُّعَفَاء !

و نكرانُ الجميلِ والهروب من الذات ، هو سلوكٌ خُلُقِيٌ سَيِّئٍ و حِكايَةُ تربيةٍ بَيْتيِّةٍ مَنقوصَةٍ.!!

وأَنْكَرُ نَكرانِاتِ الجميلِ…هو أَنْ يكسِرَ الأَعمى العَصا التي كانتْ دَليلَهُ في عَتْمَةِ الزَمَنِ ، و رفيقتَه في وَحشَتِهِ، وعكَّازتَه في تَعُرّجاتِ الدُرُوبِ ، و عينيْهِ البَدَلَ عن ضَائِع ، ودليلَهُ في معارِجِ الأيَّام ..وأَن يَنكُرَ فَضلَها و يَنسى قَبْضَتَها بعْدَ إنقشاعِ الغَشاوَةِ عنُ رؤيتِهِ ، وإستِعَادتِهِ نَقَاوَةَ النَّظَر ..!

فَجاَحِدُ النّعْمَةِ كافِرٌ ، عَتيقُ المَذَلَّة، دَائِمُ الرّعْشةِ ، كَثيرُ الرَّجفَةِ، عَيَّاشٌ لِلْخَوْفِ ، صَحَّابٌ لِلقلَقِ، بَنَّاجٌ للضَميرِ، خَطَّاءُ كبائِرَ ،

خَوَّافٌ من ضُعْفِهِ ، مَرعوبٌ من خَيالِهِ ،

رَجَّافٌ فٌ مِنْ عَارفيهِ ، هرّابٌ مِنْ أَنَّهُ هُوَ …!

علَامتُهُ الفَارِقةُ أَنَّهُ { هَزّازٌ شَكَّاكٌ }، فاقِدٌ للثِّقَةِ، يَنْعَصِرُ خوْفاً مِنْ المِرْآةِ العاكِسةِ لصورَتِه المَجْبُولةِ من وَحْلَةِ مُستَنْقَعِ الخِيَانَةِ … رَفَّاعٌ لِصَوتِهِ يتَقوَّىّ بتَرجيعَاتِ الصَدَى ومن صَخْبِ ( الّلاَّحَدا )…عَلَّهُ واجِداً بذلك َ إستئناساً..!

‘اللَّهمَّ ، لا تَحرُمْنا نِعمَةَ البَصَرِ، ولا برَكَةَ البصيرة ، ولا تَمنَعْ عَنّا مِلحَ الوفاء…!

 

اترك رد