حَمَلَ الحَقِيبَةَ!  

 

(تَحِيَّة وتَهنِئَة لِلدّكتُور مِيشال النَجَّار لِمُناسَبَةِ تَسَلُّمِهِ حَقِيبَةَ وِزارَةِ الأَشغالِ العامَّة. 23/ 1/ 2020)

حَمَلَ الحَقِيبَةَ صاحِبِي، فَالمَحفِلُ،              زاهٍ، فَمَنْ نَدَبُوا لَها لا يَغفُلُ

هو في الصِّعابِ، إِذا تَداعَت، فارِسٌ،         ومع الفَضائِلِ والجَلائِلِ أَوَّلُ

أَعطَوْكَ «أَشغالًا» وقد عَرَفُوا بِأَنْ             كُنتَ المُجَلِّي حِينَ شِيْدَ الهَيكَلُ

صَرْحٌ لِعِلمٍ شَعَّ مِن جَنَباتِهِ                   نُورٌ، رَجاءٌ، وانتِظامٌ مُذهِلُ

هو آيَةُ «البَلَمَندِ» أَنتَ لَها، على             طَوْرِ البِناءِ، حَكِيمُها والمِعْوَلُ

رافَقتَها مَدَّ السِّنِينَ فَإِذْ بِها                    لِمَواكِبِ النَّشْءِ العِطاشِ المَنْهَلُ

كُنتَ المُدَبِّرَ، والمُوَجِّهَ، والَّذي                قادَ الشَّبِيبَةَ حَيثُ طابَ المَوئِلُ

وتَرَكتَ فَالرَّدَهاتُ خَلفَكَ أَذرُعٌ      ــــــــــ    تُومِي، ونَوْرٌ في الرِّحابِ، صَنْدَلُ!

***

يا صاحِبِي كِبْرٌ عَرانا عِندَما                  نَشَدُوكَ إِذْ أَنتَ المُرادُ الأَمثَلُ

فَقَدِمتَ بَعدَ مَسِيرَةٍ وَضَّاءَةٍ،               كُنتَ الصِّعابَ، إِذا بَدَت، تَستَسهِلُ

وَطَنِي يَتُوقُ إِلى الخَلاصِ فَكُنْ لَهُ         خَيْرَ المُعِينِ، وخَيْرَ مَنْ لا يُهمِلُ

فَلَقَد تَفَشَّى في حِمانا الإِثْمُ        ــــــــــ          فَالفَجْرُ البَهِيُّ عَفاهُ لَيلٌ أَلْيَلُ

شَمَلَ الرُّبَى، شَمَلَ الخَلائِقَ، جُلَّها،          فَإِذا الفَسادُ على حِمانا الأَشمَلُ

ولَقَد غَدَونا لا دَواءَ لِدائِنا                      إِلَّا المَباضِعُ لا تَرِقُّ، وفَيْصَلُ

يا صاحِبِي وَلَأَنتَ في دَرْبٍ بِها                أَقسَى العَوائِقِ، واعوِجاجٌ يَقتُلُ

وجُنُوحُ قَومٍ، باتَ مِن عاداتِهِم؛               فَمَتَى سَها الرَّاعِي تَداعَى المَنزِلُ

لا تَنثَنِ، فَلَأَنتَ لِلجُلَّى، وكَم                   جَبَهَتكَ عَثْراتٌ، وحِمْلٌ مُثقِلُ

فَلَنا مِنَ الآمالِ فِيكَ ضَمائِمٌ       ــــــــــ       تُحيِي الصُّدُورَ، فَأَنتَ نَجْدٌ مُجزْلُ

ولَقَد قَرَأْنا في مَسارِكَ ما حَبَتْ        ــــــــــ       يُمناكَ، فَلنُبشِرْ بِهِ لمُستَقبَلُ؟!

***

كَم في الأَنامِ مِنَ الأُلَى أَيَّامُهُم،                كُدْسٌ بِمِيزانِ المَآثِرِ مُهمَلُ

ما العُمرُ أَيَّامٌ نَعُدُّ وما بِها                    إِلَّا التَّلاشِي في صَغائِرَ تَشغَلُ

أَلعُمرُ أَن نَحيا العَظائِمَ عَزمُنا    ــــــــــ     ماضٍ،  وما في الإِثْرِ ماضٍ يُخجِلُ

هو أَن نَرُودَ شَدائِدًا فَنُذِلُّها،                    ونَخُطَّ ما لا يُزدَرَى أَو يُرذَلُ

هو أَن نُقِيمَ البَدْعَ ما إِنْ نَأْتِهِ،                 يَزْهُ الجَبِينُ بِما أَقامَ، ويَجمُلُ

قد حُكْتَ عُمْرًا، يا صَدِيقِي، ما بِهِ             إِلَّا المَفاخِرُ نُورُها لا يَأْفُلُ

هو كَالصَّباحِ صَباحَةً، وكَما النَّدَى     ــــــــــ     يَهمِي فَأَغراسُ الوِهادُ تُهَلِّلُ

هو مِ الجَنَى وَفْرٌ، ولَيسَ يَحُدُّه      ــــــــــ       ضِيْقٌ، وفي رِفْدِ الغَوالِي جَدْوَلُ

ونَراكَ جِئْتَ، اليَومَ، حَيثُ رَأَوْا لَها،            هذِي الوِزارَةِ، فارِسًا لا يَبخُلُ

قَد كُنتَ دَوْمًا لِلعُلَى، وتَظَلُّهُ،                 لا يُحجِمُ الحُرُّ الكَرِيمُ ويَبدُلُ!

 ***

يا صاحِبِي، لُبنانُ عَيْنٌ تَرتَجِي               حُبًّا وصِدقًا كَي يَطِيبَ المُقبِلُ

لُبنانُ يَحيا في رِجالٍ هَمُّهُم                مَجْدٌ تَسَلسَلَ في العُصُورِ، ويُكمِلُ

أَرخَى العِنانَ لِطُغْمَةٍ، في سَقْطَةٍ،             واليَومَ لا يَسلُو، ولكِنْ يَسأَلُ

هو قالَها بِفَمِ الَّذِينَ زُنُودُهُم                رَفَعَت لِواهُ على الذُّرَى: هَيَّا ارْحَلُوا

كُنِ في عِدادِ الحامِلِينَ مَشاعِلًا،              طالَ الظَّلامُ وآنَ عَهْدٌ أَجمَلُ!

اترك رد