سليمان يوسف إبراهيم
إنه الميلاد الثامن والخمسين الذي سمح لي الرب أن أحياه حالما بحياة أفضل، يوما بعد يوم… فكم أنت كريم يا طفل المغارة!!
أربعة وأربعون ميلادا طويتهم من غيرك أبي… ثلاثة وثلاثون ميلادا من عمري جزتهم من غيرك أمي!!
كم أتشوق عند باب كل مغارة جزتها،لو كان لي أن أنحي معكما أمام طفل المغارة، وبقيت مناي دونها أضغاث أحلام!!
وفي أمسية البارحة المباركة، كم غنمت، بوقوفي مهللا فرحا، استقبل طفل المغارة مع أحفادي اﻷربعة، معللا النفس أن يغدوا ستة، مع بزوغ نجم داوود في العام المقبل، متمنيا أن أحضنهم جميعا كما سمعان الشيخ… ومن بعدها ما هم إن دانت أحلامي مواقيت الرحيل؟!!
جميل أن غدوت أبا،أكيد. ولكن اﻷشد روعة، يوم منحتني الحياة وسام الحفادة جدا،لبكر ذكر، توالت من بعدها اﻷفراح على قلبي بهجة ثلاثا!!
ما أطيبكم تتوالون على حضني حلما تلو آخر، تبثون يومياتي فرحات فرحات وأحلاما تتوالى بكم تجسدا!!
رب، سيد الحقيقة وكل حلم، ما أبهاك متجسدا بيننا عونا وسندا لبشرية بأكملها. إن طفولة بأسرها وأهلهم، يستصرخون ألوهيتك:أن بوطننا وإنسانه إشفع، ليبقى موئلك على أرض!
هذا ما تلوته مشاركا أسياد حلم الغد صلاتهم، بلغتهم الطفولية، وانطلقنا معا إلى رحاب البهجة بالعيد، وانتظار قدوم عجوزه محملا بأمانيهم التي كانوا قد راسلوه بشأنها من قبل …
وانزويت من بعدها في رحاب دنياي، مسترجعا ما كنت أحياه في مثل هذه الليلة وسط والدي…وقطع بي جفو الزمان وصال حبل الحلم….فمسحت عن وجنتي دمعتين مالحتين على رحيلهما،وعدت اغسل أحزاني في بحر بسمات أحفادي وقهقهاتهم مع احتضانهم لكل هدية…
أما هديتي التي لا يتلفها توالي سنين،فعيلة أحيا في رحاب أحلامها كما تحيا هي في رحاب قلبي وفكري، ما امتدت بي أيام!!!
جدو، سليمان يوسف إبراهيم
عنايا؛ في 25/ 12/ 2019