كتب الموسيقي الألماني موزارت إلى زوجته في 8 اكتوبر عام 1791 قال:
بعد أن غادرت من عندي ، لعبت البلياردو مع أحد أقاربي ، ثمّ تشجّعت فبعت فرسي ، ودخلت إلى مقهى فاحتسيت فنجان قهوة ، وشعرت بما للكافيين من تنبيه لي ، وايقاظ لشعوري، واجتاحتني رغبة في كتابة بعض الألحان التي ما لبثت أن تدفّقّت فلم أعد استطيع متابعة جريانها .. بهذه العبارة بدأ المؤرّخ جون.أ. رايس كتابه: تاريخ الموسيقى .
وممّا يلفت النّظر قول هذا المؤرّخ : لقد كان للقهوة التي اتتنا باسمها من الشّرق أثر كبير في نهضة أوروبا لأنّ المقاهي التي عمّت جميع مدن أوروبا أصبحت وكأنها نواد للأدب والعلم والفلسفة والسّياسة والاقتصاد ، لما يجتمع فيها من أناس ذوي انماط شتّى في التّفكير والتّعبير والتطلّع إلى الإبداع في الآداب والعلوم والمعاصرة والسّعي للتّحرّر من مخلّفات العصور الوسطى.
لقد أصبحت مقاهينا منتديات للثّقافة وميادين لنشر المعرفة بفضل هذا الشّراب السّحريّ المسمّى “قهوة”. لمّا في مادّة الكافيين من مردود لا يعادله مردود أيّ شراب آخر في الدّنيا.
إلى هنا واكتفي بهذا الاقتباس.
وبالمقارنة ما أثر شراب القهوة على شرقنا العربيّ خاصّة والإسلاميّ عامّة؟ والتي كانت دولة اليمن مصدره ؟ هل خفّفت مقاهينا ومضافاتنا العربيّة من غلواء قبليّتنا وحمائليّتنا وطائفيّتنا وتخلّفنا وجهلنا وجاهليّنا في دولنا العربية ومجتمعاتنا ومحميّاتنا الملكيّة والإماراتيّة ؟ سؤال اترك إجابته للقارئ الكريم