طُقوسُ الخَيْبَةِ.. وسؤالُ الريْبَة.. !

((ألخَيْبَة))…!!!

أللَّهُمَّ سَأَلتُكَ أن تُبْعِدْ عَنِّيَ الخَيْبَةَ ،و تُجَنِّبَنيَ الرَيْبَةَ ، و تَحْمينيَ منَ الغَيْبَةَ..!

لا أعرفُ يا ربي ، ما إذا كانَ مناسِباً الكلامُ عن( الخَيْبَةِ ) في زمنِ التَهاوي وعَصْرِ الإنْحِداريَّاتِ..والتسابقِ الى الإنهياراتِ…!

لا ولا أَعرفُ أبداً ، ما إذا كانَ الإفْصاحُ عن الشعورِ بالخَيْبَة ، هو أمرٌ مُسْتَساغٌ و مَقبولٌ و مُحلَّلٌ البَوْحُ بهِ في زَمَنِ طَأطَأَةِ الرؤوسِ و الإنطِمارِ في وَحْلاتِ الأقدار.. ولا إذا كانَ الإقرارُ بالخيْبَةِ ، هو ضَرْبٌ منَ الوَهْنِ و الضٓعْفِ والخَوْفِ منَ الذات…( الأنا فوبيا )..!!

مَهْما كانتِ التبريراتُ والتفسيراتُ والتكهّناتُ…فإنَّ الإعلان َ عن الشعورِ بالخَيْبةِ ، هوُ ( الخَيْبة ُ )بٍذاتها و بكلِّ أسبابها و مفاعيلها و مُكَوِّناتِها وتداعياتها.. ومن دونِ تَبريراتٍ و إُختِباءات…!

*إنّها ( الخَيبةُ ) المَوْصوفةُ التي تقْذِفُكَ الى الهاويَة ، أَوْ تَقودُكَ الى بابِ الدهليزِ الكبير ِ المفتوحِ على مغَامراتٍ مَليئةٍ بالمفاجآتِ السَوْداء َ والبيضاءَ والرَمادِيَّة وتلكَ التي لَوْنُها ، هو اللَّالَوْن.!

إنها ( الخيبة ) ، التي تَنْمو مع طُمُوحَاتِكَ و تكبرُ مع آمالِكَ وتتعاظمُ مع أَحلامِكَ وتُفَخِّخُ أيَّامَكَ، و تَتَرَبَّصُ بُكَ كُلَّ وَقْتٍ، وأنتَ واثِقٌ تماماً ، أنّكَ مشروعُ ضَحِيَّةٍ لأَحلْامٍ هَوائيَّةٍ بَنَيْتَها في لَحْظَةِ طَيْشٍ و في زَمَنٍ غَيْرِ زمانِها و في توْقيتٍ خَطأ..!

فكُلّ (خَيْبةٍ ) ، تَكونُ مَسبوقَةً ( بالسَذَاجَةِ) و ( طِيبَةِ القلبِ ) و بناءِ الأَوْهَامِ..!

**و أَوْجَعُ الرَيْباتِ ( رَيْبَةٌ ) ، تَتَوَلَّدُ منْ الشَكِّ والتَشْكيكِ والتَحَوُّطِ والتَسَلُّحِ بِمَقولةِ ؛ {إِنَّ سُؤَ الظَّنِ مِنْ حُسْنِ الفِطَنِ }..! فيَموتُ المُرْتابُ في رَيْبَتِهِ… حيث ُ لا النَدَمُ يَنْفَعُ ، ولا البُكاءُ يَشْفَعُ..!

والرَيْبَةُ…أَنْ تخافَ على نفسِكَ منْ آمالِكَ وإرْتفاعِ منسوبِ ثِقتكَ بِبَعْضِ البَعْضِ، وأنتَ لا تَمَلُّ من زَرْعِ الياسمينَ في محارِقِ الرمول..مُتَوَهِّماً ، أَنَّ الصحارى تَتَحَوَّلُ واحاتٍ خِصاباً ، وأنَّ الجفافَ يصيرُ معَ الوقتِ رَطابا..!

أنا أَعْتَرِفُ جَهْراً أَنَّني ما عُدْتُ قَديراً على إعادَةِ تَدويرِ الرَيْبَةِ…فَتّـحْتُ عَينايَ حَتّى الَحَوَل…وما عادتا الى الرَفِّ أبداً أبداً…!

***و ( الغَيْبَةُ )…ذه ما أَشَرَّها..و أَشَرُّ الغَيْباتِ ( غَيْبَةٌ ) ، يُخافُ منها ( الإغتيالُ الخَنْجَريُّ )، حيثُ لا يَطْعَنُكَ في ظَهْرِكَ غَدْراً إلّاَّ مَنْ كانَ منكَ قريباّ ، وأنتَ على طَعْنَةِ خَنْجَرٍ مِنْهُ..وما كُنتَ تَظُنُّ لَحْظَةً أنَّكَ قَدْ تكونُ مَغْدَرَةً اوْ مَطْعَنَةً ، أوْ مَتْروكاً لِلْقَدَرِ الغَدَّارِ و الزمنِ القَهَّار..!

كانَ سِرُّ ( الزمن ) في سلوكاتِ الشَرقِيينَ، أنّهُ حَلّالٌ للمشاكِل..لكنَّ هذا ( التقليدٓ) أكَّدَ عَدَمِيَّةَ صَوابيَّتِهِ..لأنّنا لَمّا نَزَلْ نبكي من الآمنا ، ولَمْ نتَعَلَّمْ من وَجْعَةِ الأيَّام..!

نَعَمْ هيَ ( الخيْبَةُ )…!

إنَّها ( الخَيْبَةُ ) يا ناسُ …فإِجْتَنِبوها..وإنْ شِئتُمُ ، تعايشوا معها وإلبسوها عَباءَةً تقيكُمُ الحَرَّ و القَرَّ والشَّرَّ…و سَقْطاتِ الدَهْرِ المُرِّ..!

وأخْيَبُ الخَيْباتِ ، خَيْبَةُ الإيمان…حَيْثُ تَكْتَشِفُ غَصْباً عَنْكَ ، أنَّكَ مُسْتَثْمَرٌ و مُسْتَقْهَرٌ و مُسْتَعْمَرٌ بإسمِ اللهِ…و تُعَلِّلُ نَفْسَكَ طيبَةً ، أنَّ عَيْنَ اللَّهِ تُراقِبَ أولياءَهُ عليْكَ…لكنَّ عَيْنَ الرَحمةِ لا تراهُمُ ولا تُحاسِبَهُمُ…ولا هُمُ يخافونَها،،، لا في الدُنيا ولا في الآخِرَة…و لا ما بعدها..!

####لافِتَة ####

هذا الكلامُ ، ليسَ لهُ أَيٌُ مناسَبةٍ أَوْ ظَرْفٍ إِسْتَدْعى قَوْلَهُ والجَهْرَ بِهِ.. بَلْ هوَ إحْسَاسٌ خاصٌ ، أَسْتَشْعِرُ به ِ عَنْ بُعْد ، ما قَدْ يَحْدُثُ أَوْ لا يَحْدُث…!!! تعاطُفاً مع الذينَ خابَ ظَنُّهمُ…وماتَتْ تَطَلُّعاتُهم وإِخْتبأَتْ إنتظاراتُهم على مَدارِ العُمرِ…!

 

اترك رد