نَفتَقِدُ ، نحنُ اللبنانيينَ في هذا الزَمَنِ المَلبودِ غُيُومَاً أَقْتَمَ من رَمَادِ الأيَّامِ، بِحَرقَةِ قَلْبٍ و وَجْعَةِ ضَميرٍ و كَسْرَةِ خاطِرٍ ، لِثلاثِ رَكَائِزَ ، لَوْ كانَتْ ، لَمَا شَعَرْنا بِقَسْوَةِ أَحْوَالٍ ولَمَا أَثَّرَتْ فينا تَدَاوُلاتُ الأقْدَارِ…
*-أُولى الحاجات ِ ، إِسْتِعادَةُ الإلْفَةِ والوَحدَةِ والَّلهْفَةِ ، بَيْنَ المواطِنينَ ، بتاريخِهم وتُراثِهم ومناطِقِهم و مُدُنِهم و دَساكِرِهِم و سَاحَاتِهِم…لا شَوارِعِهم..!
**حاجَتُنا الثانية ، أنْ نُرَكِّزَ على { النَوعِيَّةَ و التَنَوُّعِ} ، في بِناءِ الفِكرِ السياسيِّ والتنشِئَةِ الوطَنِيَّةِ ، و جَوهَرَةِ القيادَاتِ الزَعِيمِيَّةِ ، و إخِراجِِها من إِنْحِسارِِيَّتِها الطائِفِيَّةِ والمَذْهَبِيَّةِ ، وإِعتبارِها، طَوْعاً أوْ جَبراً ، مُلْكِيَّاتٍ وَطنيَّةً عامَّةً ، خَاضِعَةً لِلنَقْدِ والتَقويمِ ،كما لِلمَدْحِ والثَناءِ و الفَضْحِ والهِجاءِ…غَبَّ الطلب، وكُلَّما دَعَتِ الحاجَةُ ، و صَرَخَ الناسُ و زَأَرَ الوطَنُ و هَمْدَر…!!
***ثالِثُ حاجَاتِنا ، وأَشَدُّها إلحَاحَاً و تَطَلُّباً لِلعِنايَةِ المُرَكَّزَةِ ، أَنْ يَسْتَرْجِعَ الإعلامُ اللبناني ، والتِلفزيونيُّ بالأَخَصِّ ، رَصَانتَهُ و دَورَهُ و قِيمتَهُ و ( سُلطَتَهُ ) ، ويَتَمَجَّدَ بِأَنَّهُ إعلامٌ يَستَحِقُّهُ لبنانُ السَوِيُّ ، ويَستأهِلُهُ لبنانُ العاقِل، ويكون ُ إستمراريَّةً مُحَصَّنةً بالمَعَارِفِ والأخْلاقِ ، و عارِفاً بأُصُولِ إدارةِ الآراء ِ وإسْتثمارِ ( الحُرِّيَّةُ ) ، و حَمْلِ مِطرَقَةِ ( العدالة ِ الإعلامِيّةِ ) ، بِكُلِّ مَسؤولِيَّاتِها، القِياديَّةِ والإخبارِيَّةِ والتحليليَّة…كَشَريكٍ في دَمَقْرَطَةِ السُلطُةِ ، وإطلاق ِ الأحْكامِ بإسمِ الشَعب ِ والوَطنِ ، من على ( قَوسِ عدالة ِ الصورةِ والكلمةِ )…!
ومنْ تَجَلِّياتِ الفَظَائِعِ التي يَرتَكِبُها بَعضُ الإعلام التلفزيونِيّ الميداني في نَقلِيَّاتِهِ اللَّحظَوِيَّةِ المباشرةِ من (شوارع) الأحداث ِ ، و نَبَضِ الساحاتِ الرَافِضَةِ ِ والمُعترِضِةِ بِحَقٍ، والمَألومَةِ ظُلْماً و مُعاناةً ، أَنّهُ لمْ يَرْقَ في كَثيرٍ من مُمارَساتِهِ إلى( إِحترافيَّةِ الإعلام المسؤول) ، خصوصاً في زمنِ الأزَمَاتِ والنِزاعات وضَياعِ بوصلةِ الرُشْدِ السياسي، الذي كان رُغمَ إنتِكاساتِهِ المَوْسَمِيَّةِ و تَشَظِّيِاتِه المُسْتَوْرَدَةِ ، من عَلاماتِ الحُريّةِ التي إِنْمَازَ بها لبنان…مُذْ كان…!
“*** وإذْ لَيسَ القَصْدُ أَنْ نَظُلمَ الإعلام َ ونَجحَدَ دورَهُ ونَتَجَاهَلَ فَضَائِلَهُ ، غَيرَ أنَّ الواجِبَ الوطنيَّ ، يُحَرِّضُنا على أَسئِلَةٍ وتَسَاؤلاتٍ منَ الواجِبِ طَرحُها ، و على مَسؤوليَّتي ؛
١- هلْ المشاهدون َ هُم ضَحايا إفتِراضِيّّونَ لبعض ِ المَحطّاتِ ؟ و مَنْ يَحمي الناس َ من شَرِّ ما يُشاهِدونَ و يَسْمَعون..؟
٢-أَيُّ دَورٍ يَجب ُ أن يقوم َ به #المجلس_الوطني_لإعلام في هكذا أَحوالٍ ، منَ الإنفلاتِ السياسي والغَضَبِ الشعبي والخطرِ الأمني.. ؟!؟!
٣- أين َ ( ركيزتا) السلطة الرابعة ، نقابة الصحافة ونقابة المُحَرِّرين ، من هذهِ الأخطارٌ والجرائم ِ التي تُرتَكَبُ بإسمِ ( حُرِّيَّةِ التعبير ، و( مَنْعِيَّةِ) التفكير ؟ ! ألا يَدْفَعُهما الواجِبُ المِهنيُّ والوطني لأنْ يَطُلَّا على الوطنِ من خَلفِ المكاتِب ويقولا في الوَضعِ الحِراكيِّ والإجتماعي والسياسي ، كلاما ً يكونُ على مُستوى إِنتِظاراتِ الناسِ وآمالِ الغاضِبين َ والرافِضين َ و يُراعي مطالِبَهم الحضاريّةِ والمعيشية والسياسية..؟؟ أينَ النِقابتانِ من لُبنان…؟!! ألَيْستا سُلطةً يَجري عليها من إعتِراضٍ و رَفضٍ وتَغييرٍ نَهْجٍ ، بِمِثلِ ما يَصُحُ من إعتراضٍ على كُلِّ سلطة ٍ من هَرَمِيَّاتِ تركيباتِ الديمقراطيّةِ ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ؟ ) ! أَمْ أنَّ السلطة َ الإعلامية هي فوقَ الشُبُهاتِ والنَقَدِ والإعتِراض… و أَلا يقَعُ عليها شِعار ُ ( كُلُّن…كُلُّن…)؟؟
٤-نَفْتَقِدُ الدور َ التوجيهي لوزارة ِ الإعلام ، من كُلِّ ما يَحْدُثُ بواسطةِ الإعلام ِ..!
ونَتَطَلَّعُ إلى مَوقِفٍ تُوجِبُهُ الضَرورَةُ والظروفُ الإستثنائيةُ من ( لَجْنَةِ الإعلام والاتصالات النيابية ) ، من قبيل المَسؤوليَّةِ الواجِبِ أن يُمارِسَها الإعلام في أحوالِ الأزَماتِ والنِزاعات…ولبنانُ منَ الدَولِ القلِيلَةِ التي ليسَ لَدَيْها { ناطِقٌ إعلامِيّ } ، يكونُ مَسؤولاً عنْ كُلِّ ما يِقالُ و ما لا يِقالُ…!!
أَلّّلهُمَّ إلًَا إذا إِسْتَغنَينا عن ( الناطق الرسمي) بِثَرْثَارينَ كَثيرينَ..!
حَيْثُ في ساحاتِ لبنانَ وشَوارِعِهِ اليومَ ، كثيرُ منَ( الإعلاميينَ )، وقليلٌ منَ الإعلام…!!