خَرَجتِ مِنَ الحَمَّامِ عارِيَةَ الصَّدرِ، مُبَلَّلَةَ الأَردافِ والنَّحْرِ والخَصْرِ
وأَلقَيتِ فَوقَ الحُسْنِ شَعَّ غِلالَةً بَدَت كَسَحابٍ شَفَّ عن أَلَقِ البَدْرِ
وأَمسَكتِ «بِالبُرْنُوسِ»*تُخفِينَ فِتنَةً لَكَم بانَ سِحْرٌ في نَداوَتِها يَبْرِي
وكانَ نَصِيبِي أَن أَرَى فَحَمَلتِنِي إِلى عالَمٍ كَم في لَذاذَتِهِ يُغْرِي
فَأَحسَستُ أَنَّ الشَّوقَ يُوقِدُ أَضلُعِي، وَأنَّ دَبِيبًا كَاللَّظَى في دَمِي يَسرِي
فَيا قَلَمِي هاتِ الخَواطِرَ لَدْنَةً، وَأَينَكَ مِن هَذِي الوَقِيعَةِ ياشِعْرِي؟!
فَيا جارَتِي لا تَحجُبِي الحُسْنَ عَن غَوٍ! حَياتِي فِدَى هذا الجَمالِ غَدَت مَهْرِي
أَلَا لَفْلِفِي في البُرْنُسِ الرَّغْدِ لَيتَنِي أَنا ذلك «البُرْنُوسُ» ما طالَ مِن عُمرِي!
***
* بُرُنُس: رِداءٌ ذُو كُمَّيْنِ يَتَّصِلُ بِهِ غِطاءٌ لِلرَّأسِ يُلبَسُ بَعدَ الاسْتِحمام
البُرْنُوسُ: تَحرِيفٌ لِكَلِمَةِ بُرْنُس