حزمة الأشواقِ أرفعُها
على الأهدابِ
أمشي ويمشي الوَجدُ
صَوبَ مطارِحِ الأصحابِ
خمسون عاماً قد مَضَتْ
واليومَ جئتَني طارقاً أبوابي
أحسَنتَ إنَّ العُمرَ توّاقٌ إلى
زهوِ الشبابِ… وعزمِهِ الوثّابِ
كُلّية الآدابِ أضحَتْ بيننا
صحراءَ بعد تفرُّقِ الأحبابِ
أنتَ المُنيفُ على مَشارِفِ أمسِنا
أنتَ الأمينُ بدارةِ الآدابِ
عُد بي أراكَ مع الكتابِ رفيقهُ
تلقاهُ بين الحُب والإعجابِ
واليومَ ها أنتَ الحصيفُ تضلّعاً
بصحائفِ الأعرابِ
صفحة ُ”البحرَين“ أنتَ جلوتها
وعَرَضتَ مبسمها على الخُطّابِ
دكتور لا تبخل فأنتَ الناثِرُ
حيناً… وحيناً شاعرُ الألبابِ
حلوٌ كلامُكَ يا أخي
عتَّقتهُ في جرّة الأطيابِ
باعُكَ النقديُّ باعٌ واسِعٌ
حتّى غدوتَ منارةَ الكُتّابِ
تستقي الصحائفَ من معين خطابكَ
نقداً رفيعاً طيِّبَ الأنسابِ
“القبّة الحمراءُ”(**) أنتَ عِمادُها
والحُبّ موّاجٌ على الأعتابِ
كم ليلةٍ أمضيتَها مُتنسِّكاً
في مهجعِ الحُبِّ
على التصبابِ
حتى غدا الطيفُ ملاكاً
صاغراً بين يديكَ
يُجنُّ بالأرضابِ
عِش عمرَكَ واهنأ أخا الوزناتِ
واقطُف ثمرة الأتعابِ
إرثَُكَ الفنّيُ إرثٌ عارمٌ
وزّعته فِلذاً على الطلابِ
الأرزُ يشدو بما أتيتَ مفاخراً
والعُربُ تحسِبُكَ مع الأقطابِ
***
(*) قصيدة وجدانية كان أهداها الشاعر ناجي يونس لصديقه البروفسور منيف موسى إثر تلقيه دعوة منه لحضور التكريم الذي أقامته له بلدية سن الفيل في شهر كانون الأول عام ٢٠١٤ ويعيد الشاعر يونس نشر هذه القصيدة اليوم اكراما لروحه الطيبة.
(**) عنوان ديوان للشاعر الدكتور منيف موسى.