بُلْبَلُ الشَّــــوْقِ في فؤادي تَغَنَّى * للتـي كَفُّهَــــا تَخَضَّبَ حِنَّا
لَيتَ ذا بُلْبُلـي يَــرِقُّ لِحالِـي**** عندَ ذَبْحِــي بالرّيشِ أو يَتَأنَّى
فأنا يَأسِرُ الحَفِيفُ جُرُوحي * وَرَفيــــفُ الأغصانِ إذْ تَتَثَنَّى
وَعَبيرُ الأزهارِ يَسْكُنُ قلبي*** حينَ ألقَى الرُّؤَى برَوْضٍ أَغنّا
وَظِلالُ الغُيُومِ تَسْرِقُ رُوحي**** لربـوعٍ جميلــةٍ فــــي وَطَنّا
لِكُرُومٍ بهــا صِبـَـــــايَ تَوَلَّى ***يـومَ كُنّا ولا تَسَـلْ كيفَ كُنّا؟
مِثْلَمــا قالهَــا المسيــحُ :كَفَـافٌ****فَقَنِعْنَـا وَالفَقْـرُ قد كفَّ عَنَّـا
ثمَّ جَاءَتْ لنـا وُحُوشُ الرّزايا ** لم تَدَعْنــــا بعيشِنـــا نَتَهَنّـَا
يومَ ذاك الزّمانِ كنتُ صغيرا**** ولكمْ كنتُ حينَهــــا مُطْمَئِنّا
كنتُ أرْعَى الخِرَافَ مع بِنْتِ جيلـي***والرَّوَابي بِنَبْتِهَا تَتَكَنّى
كُنْتُ في الليلِ للنُّجُومِ سَمِيرًا****والليالي تقول لـي: أنتَ مِنّــا
وَصَريـرُ اليـرَاعِ يَملأُ سَمْعِـي***** وَيُنيلُ الأوْرَاقَ مـا تَتَمنّى
خَرْبَشَاتُ القصيدِ مثلُ أغانٍ ** للتي حُبُّهــا بقلبــــي اسْتَكَنّـا
ثُمَّ لَمّـا تَثَاءَبَ النّهْدُ منهـا ****وَعليهــا الدّهْــرُ الخَؤُونُ تَجَنَّى
رَحَلَتْ وأنا وكلُّ اصطباري * في هَوَاهـا مَدَى الحياةِ سُجِنَّا
بِنْتُ جِيْلي كانتْ وأضحكُ منها**حين كانتْ تقولُ:أَصْغَرُ سِنّا
لَيتَنـي مِتُّ يومَهَــا وبَكَتْني * وَعَفَـا اللـهُ فــي الحياتين عَنّا
***
( *) من ديـوان ارتجاليّات الأسدي.
أزَلِـــــــيَّـــــــة…
لَمَّــا خَطَرْتِ بِبَالـــيْ*** سَألْتُ عَنْــكِ الليالي
فَكانَ مِنْهَــا صُدُودٌ***ولــم تُجِبْ عـن سُؤَالي
لولاكِ ما كُنْتُ أَحْيَا * مُرَفْرِفًــا في الأَعَالي
لِتَسْأَلـِيْ الليــلَ كَمْ يا ***إِليـــكِ يَهْفُــو خَيَالـي
وَلْتَسْأَلــي الفَجْرَ كم يا ***بِكِ يطولُ انْشِغَالي
رُمُوشُ عينيكِ تحكي*** عـن حُرْقَتي لِلظِّلالِ
وَخَفْقُ شالِكِ يَــرْوِي*** عــن لهفتــي للجَمَالِ
مــا دامَ حُبُّـكِ أُنْســي ***بِوَحْدَتِــي لا أُبَـــالي
وسوفَ أَبْقَــى بِـحَالي * وَلَنْ يَحِينَ ارِتِحالي