يا عمر

يا عمر

يا صفحة لا تنطوي

في ذاكرة الزمن

يا بئر الشوق العميق

يا نسمة متمرّدة

تتحدّى النوافذ المقفلة

تلامس شغاف الروح

توقد الحنين

تشبه الصدى البعيد

الغارق في مغاور الصمت

يحاول ان يتحرر

من عناء اللحظات

من وهمها

من يأس حاضرها

يحاول ان يوقف هذا الدوران

هذه الدوامة

من الإنتظار المضني

على رصيف

قطاره يعبر المسافات

يعبر في الصباح والمساء

ركابه

لا ينظرون من النوافذ

لا يتأمّلون النورس العابر

لا يهتمّون

لا يتحادثون

يتجاهلون التحية

لا يقرأون الجرائد

والكتب

تغريهم الصور

والأرقام

مقاعده لا تسمع القصص

ولا وشوشات الأحباء

قهوته سريعة وباردة

ينقصها الدفء

على محطاته

البعيدة

ورود تعبق

برائحة زمن

أضناه الفراق

يشتاق الى حقيقة الوجوه

يشتاق الى التحية

الى نظرة

الى عتاب

الى غمرة

تنسيه الألم

الى طرقة باب

تشعره بالحياة

ينتظر

سماع صدى فرامل مفاجئة

ترتج على اثرها العقول

علهم يستيقظون

من سأم الحاضر

فتعلو التحية

وأصوات الود

من جديد

ويتقهقر شيطان هذا الزمن

المتكبّر

المرتشي

الخبيث

الحاقد

المادي

والغيور

ويزول الضباب

من العقول

فيغلب الخير شر

الوجود

اترك رد

%d