صباحاً،جاءني عبرَ الهاتف
يُهَدْهِدُني
تسرَّب إلى مَسْمَعي ،
يُطْرِبُني
سحرُهُ كهرب فيَّ العمر
يا لوقْعِهِ الشجيِّ !
آهاتُهُ أربكَتْ مِعْصَمي
تعتَّقتْ في الشَّرايين
البحَّةُ البِلَّوريّةُ تلوَّنَتْ بالرَّبيع
زَلْزَلَتْ حدودَ الفُصول
تماهَتْ والدُّهور .
وانبرَتِ التَّماسيحُ تلوِّحُ والسُّيوف
الجلاميدُ تضجَّرَتْ ،
تحرَّكَتْ ، ولوَلَتْ ،
اللعنةُ أُعتِقَت .
ها هو النغمُ يكتنفني
يمتشقُ عبيرَ الأشعَّة
ويرتقي
يلملمُ أطيافَ الفلِّ
وينتقي
عقداً من وجدٍ عبق
بِهِ يفنيني
وأترُكُ لشدو النايات
يُدَغْدِغُني
ذبذباتُ الأثيرِ تُحاورني
إلى جنَّةٍ مزغردةٍ
تستحضرني
أرى الحوريَّاتِ
تتهامسُ والجنِّيات
تتسقَّطُ الأخبار ، تبتدعُ الأسرار .
عطرُ الصَّوتِ ُضيَّعَني
هدرَ بي …شغفا
أجَّجني
ها هو يُبْقيني
نسمةً في فُسحةِ الآمالِ
تستقي ولا تتقي ..
***
(*) من ديوان ” ظلال على الورق