خَطايا خَارِجَ الأصولِ والأذواق

   

هَيُّوا يا ناسَ ، هَيّوا،

هاتوا كُلَّ ما على وَجْهِ أرضكُم وباطِنِها من حُجارةٍ لِتَرْجموا بها خطايانا…إرْجُمونا ما وَسِعَتْ لهُ مقاليعُكم، لا تَمِّلوا منَ هالرَمي والقَذْفِ…صَوِّبوا على رُؤُوسِنا..حَدِّدوا أََهْدافَكّمُ ،هَيّوا، فَجِّمونا حتىَّ مَسْيَلَةِ الدَم… فَفيِ النَزْفِ تَطْهِيرٌ لِبعضِ آثامِنا البريئَة وأَفْعَالِنا الشَنيعَةِ وأفكاِرِنا الجَريئَةِ وهَلْوَسَاتِنا الهَيولِيَّةِ..إرْحَمُونا وإرجمونا، جَزاكُمُ الرَّبُ غُفْراناتٍ وَفيرَةً ، تُخَبِّؤنها ذُخْراً ليومِ الحِسابِ والدَيْنوناتِ الوَعيدَةِ.. روحوا أصْرفوا منْ حِسَابِنا على مُقْترَفاتِكُم ، فَلَسْنا إلّاَ أَرقاماً في جَدْوَلِ الضَرْبِ..صِفُرٌ عن يمينِنا وصفرٌ عن شمالِنا.. ونَحنُ في الوَسَطِ أَصْفارٌ كثيرَةٌ لا حِسابَ لها في قواعِدِ الحِسابِ..

اليَوْمَ

ثَبُتَ بالدَليلِ الجازِمِ أنَّنا قَْوْمٌ خَطَّاؤونَ

كَثيرو الكَبائِرِ قَليلو النَدَم

غارِقونَ في مُحيطَاتِ الخَطَايا ، مُقَعَّرون ِبالأَسْفَلِ ، عالِقُونَ بَيْنَ نُتُوءَاتِ المَطْمَورَاتِ ، مُحَمَّلونَ بأوزانَ ثَقيلةٍ تَشُدُّنا غَوْراً الى ما دُون َ دُونَ الماءِ ،

وإذا ما نَكَزَتْنا عَكّازةُ القَدَرِ صُدْفةً وأَيْقَظَْتْنا من غَيْبوبَتِنا الكَهْفِيَِّةِ، وصَحَوْنا من لا وَعْيَتِنا القَصْدِيَّةِ و غَفْوَتِنا الإرادِيَّةِ، و قُدِّرَ لنا أنْ نَنْزَعَ َعن رِقَابنا حِبالَ الصُرَّةِ المَلْفُوفَةَ جَدْلاتٍ مَحْبوكةً ومُصَوْبَنَةً جاهزِةٍ للْعَقْدِ شَدَّاً على رِقَابِنا مِشْنَقَةً لِلقَتْلِ الرَحيمِ ، وحَاوَلْنا الطُلوعَ من وَحْلَةِ الذِلِّ ، بعدَ طولِ سَبَات ٍ وقَيْلولَةٍ دَهْريَّةٍ ، وإذا ما خُيِّّلَ لنا أنَّّهُ حَدَثَ ( كُلُّ هذا وذاك )..؛ فُوجِْئْنا ، ونحنُ من أَهْلِ الغَفْلَةِ ٢٤ قيراطاً ، أنًَ لا مِلَحَ البَحْرِ المَيْتِ ، ولا حِمَمَ بركان ( إتنا) ، ولا ماءَ التوتيا والأسيد ، ولا أمواجَ نهر (الغانج)، ولا جَليدَ (الإسكيمو) ،ولا حَرَّ رمالِ ( دارفور )، ولا حَمَّ ذُكاءَ شُموسِ الأفلاكِ ، ولا صَفْناتِ الدَمعِ وضَرْبِ الرأْسِ بالصَخْرِ ،قادرةٌ كُلُّها على الشَفَاعَةِ لنا…لا بالجملةِ ولا بالمفرّق ولا حتى توصايةٌ ولا حسب الطلب…!

تَلزمُنا (أفعالُ ندامةٍ ) كثيرةٌ وفُروضُ قَهْرٍ تَأنيبِيَّةٍ

َفَخَطايانا كبيرة..اخطاؤنا كثيرة.. لا كُرسي

َإعترافِ مُشبَّك يتحمّلُ شظاياها.. لا كاهِن ببَطٍرَشيلاتٍ عديدةٍ قادرٌ على مَحْوِها وإعطائِنا حَلَّةٍ منها…

لا فروض َ توبةٍ تُناسِبُ ما راكَمْناهُ بالقَوْلِ والفِعْلِ والذِهْنِ والنِيَّةِ منْ إرتكاباتٍ مَوْصوفَةٍ، ُوَحْدَهُ التَعَمُّدُ بالنورِ أو التَعْميدُ بالنارِ أو العمادُ بالرمادِ والكويُ بالحديدِ والشَوْيُ على الجمرِ ِ والحَشْرُ في آتونِ التَفْخيرِ والتَكْفينُ بالزوفا والسَلْقُ في حِلَّةٍ قَصْديرٍ ، يّبعِدُ عَنّا شَماتاتِ الغَيورينَ ويجعلُنا نحضُرُ من جديدٍ لنكونَ جَبْلَةً تُرْبيَّةً مَنْخولةً على النَّاعِمِ ، لا بَحْصَ فيها ولا كَدْرَاتٌ ولا مُتَحَجِّراتٌ نَرْجُمَ بها أَرْواحَنا للتَّطَهُّرِ ونَزْعِ الذَاكِرةِ الصَفراءَ منْ عَباءَاتِ أَكتافِنا و عِقَالاتِ رُؤوسِنا وكِعَابِ نِعالِنا المَأكولَةِ عَتْقاً و رَتْقاً و تَرْقيعاً و مَسْمَرَةً ، مِنْ كَثْرَةِ الرَكْضِ عَكْسَ السَيْرِ ، والهرْوَلَةِ نُزولاً ِ فَوْقَ أَكَمَاتِ الرذيلةِ الطبيعيَّةِ ، دَعَّاسينَِ على الفَضيلةِ ، فاضِّينَ بكارَةَ التَقوى جَاحِدينَ كُلَّ رَجْوَةٍ ، خائفينَ راجِفينَ من غَفْرَةِ الرَحْمَةِ ، هَيَّابينَ النَظَرَ الى سَطْعَةِ نَورِ الغَفَّارِ ، لأنَّ قُلوبَنا العَتيقةَ المخْرومَةَ والمُخَرَّقَةَ لَيْسَتْ مُسْتَحِقَّةً أنْ تَتَفَتَّحَ شراينُها وأوْعِيَتُها الوَريدِيَّةُ لأنْ يُضَخَ فيها و بها ومنها د!مٌ جديدٌ جديدٌ جديدٌ..فَقُلْ لي يا ربّي قُلْ لي ” كَيْفَ أَخْلُصُ مِنّي إليك َ..قُلْ لي لا تَخَفْ ، أَلا يَزالُ في لَدُنِكَ مَطَارِحٌ للْندَامى الشَديدي التأسُّفِ حتى قَضْمِ الشَفَتَيْنِ عَضَّاً ، واَكْلِ الأصَابِعِ قَصَاصاً ذاتِيَّاً ؟؟

هلْ تَقْتَبِلُ مِنّا يا رَب انْ نُهّديكَ خَطايانا..؟؟

نحنُ لا نَغُشُّكَ يا خَالِقَنا ،،هذا كُلُّ ما لَدَيْنا ، باقةٌ من خَطايا سلامِيَّةٍ غيرِ دَمَوِيَّةٍ، نحنُ نُسَمِّيها ( خطايا) ، ولَكَ انْ تَحْكُمَ علينا، اوْ تَشْملَنا بحنانِكَ…وَحْدَكَ انتَ تَفْهَمُ عليْنا وقادِرٌ أنْ تقولَ لنا ( مَبروكَةٌ عليكُمُ خَطاياكُم، لانَّها لَيْسَتْ إبليسيَّة…!

 

اترك رد